أسواق العود في الصين: مراكز التجارة والتاريخ في هاينان وقوانغدونغ

تعتبر مقاطعة هاينان وجنوب قوانغدونغ من أبرز المناطق الصينية التي تشتهر بأسواق العود (ال沉香)، حيث تجمع بين التقاليد القديمة والأنشطة التجارية الحديثة. تقع هاينان في أقصى جنوب الصين، وتتمتع بمناخ استوائي مثالي لزراعة أشجار الآغار (التي يُستخرج منها العود). تشير دراسات معهد بحوث الغابات الصيني (2021) إلى أن 60% من إنتاج العود الوطني يأتي من غابات هاينان، خاصة حول مدينة دانتشو التي تحتضن سوقًا تاريخيًا يعود إلى أسرة مينغ (1368–1644). أما في قوانغدونغ، فإن مدينة دونغوان تُعدّ مركزًا تجاريًا رئيسيًا، حيث تستقطب التجار من دول الخليج وآسيا بسبب البنية التحتية المتطورة واتفاقيات التصدير الدولية. ويرتبط ازدهار هذه الأسواق بالسياسات الحكومية الداعمة. أطلقت هاينان في 2018 مشروع "الحزام الأخضر للعود" لتحفيز الزراعة المستدامة، بينما خصصت قوانغدونغ مناطق حرة ضريبية لجذب المستثمرين. وفقًا لتقرير غرفة تجارة قوانغتشو (2023)، بلغت قيمة صادرات العود من دونغوان 320 مليون دولار في 2022، مع زيادة الطلب بنسبة 17% سنويًا منذ 2015.

الأسواق الشعبية والرقمية: تنوّع قنوات التوزيع في فوجيان وبكين

تشتهر مقاطعة فوجيان بأسواقها الشعبية التي تدمج بيع العود مع الثقافة المحلية، مثل سوق تشيوانتشو الذي يُقام كل جمعة ويجمع بين الحرفيين والمشتريين العرب. تُظهر دراسة جامعة شيامن (2020) أن 40% من العود المباع هنا يُصدّر إلى سلطنة عُمان والإمارات عبر ميناء تشوانتشو التاريخي. أما في العاصمة بكين، فإن سوق ليوليانتشانغ للتحف يُعدّ وجهة للنخبة، حيث تُباع قطع العود النادرة المُطعّمة بالذهب أو اليشم بأسعار تصل إلى مليوني دولار للكيلوغرام. وفي العصر الرقمي، برزت منصات مثل "تاو باو" و"جينغ دونغ" كقنوات رئيسية، حيث تشير إحصاءات شركة علي بابا (2023) إلى أن مبيعات العود عبر الإنترنت نمت بنسبة 89% خلال جائحة كوفيد-19. كما أطلقت شركة "تشين تشن" في شنغهاي تطبيقًا للواقع الافتراضي يسمح للمشترين العرب بفحص العود عن بُعد باستخدام تقنية البلوكتشين لتأكيد الجودة.