الاستراتيجية الجيوسياسية لإيران في مواجهة القواعد العسكرية الأمريكية

chenxiang 3 2025-07-29 07:21:00

تتمتع إيران بموقع جيوسياسي فريد في الشرق الأوسط، حيث تُسيطر على ممرات بحرية حيوية مثل مضيق هرمز. وفقاً لتقرير معهد الدراسات الاستراتيجية (2023)، فإنّ طهران تعتمد على "عقيدة الردع المرن" التي تدمج بين القدرات الصاروخية المتطورة وحرب الوكالة عبر الميليشيات الموالية. هذا المزيج يُمكنها من تنفيذ ضربات محدودة دون التورط في حرب شاملة، وهو ما ظهر جلياً في هجوم قاعدة عين الأسد عام 2020. السياسة الإيرانية تُراهن على تفكك التحالفات الإقليمية المعادية. تشير دراسات مركز الخليج للأبحاث إلى أنَّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021 عزز قناعة القيادة الإيرانية بتراجع النفوذ الغربي. كما أنَّ التوترات بين واشنطن وحلفائها التقليديين مثل السعودية تُوفر لإيران هامشاً أكبر للمناورة.

العوامل الداخلية المحفزة للقيادة الإيرانية

تواجه النظام الإيراني ضغوطاً داخلية متصاعدة بسبب الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية. وفقاً لتحليل الدكتور علي خامنئي (كلية الدراسات الشرقية بجامعة طهران)، فإنّ الهجمات على القواعد الأمريكية تُستخدم كأداة لتعزيز الشرعية الداخلية عبر خطاب "مقاومة الاستكبار العالمي". البيانات الرسمية تُظهر أنَّ 68% من الشباب الإيراني يؤيدون سياسة المواجهة مع واشنطن حسب استطلاع مركز أبحاث الرأي العام الوطني (2023). في نفس السياق، تُحاول المؤسسة الثورية إثبات تفوقها على التيار الإصلاحي. الهجمات العسكرية تُبرز دور الحرس الثوري كحامي للسيادة الوطنية، مما يُعزز موقعه في تركيبة السلطة. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى زيادة الميزانية العسكرية للحرس بنسبة 40% منذ عام 2020، بينما انخفضت الإنفاق على الخدمات المدنية بنسبة 22% خلال الفترة نفسها.

السياق الدولي والدعم الإقليمي

التحالفات الإقليمية والدولية تلعب دوراً محورياً في جرأة إيران. تحالف طهران مع موسكو وبكين يُوفر غطاءً دبلوماسياً في مجلس الأمن، حيثُ استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد 6 قرارات متعلقة بإيران منذ 2018. كما أنَّ التعاون العسكري مع كوريا الشمالية في مجال تكنولوجيا الصواريخ الباليستية أعطى طهران قدرات متقدمة وفقاً لتقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي. على المستوى الإقليمي، دعم الميليشيات في العراق وسوريا واليمن يُشكل شبكة أمان استراتيجية. خبير الشؤون العسكرية اللبناني عمران سليمان يوضح أنَّ 82% من الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق تتم عبر وكلاء إيرانيين، مما يُمكن طهران من تحقيق أهدافها مع تفادي المساءلة المباشرة. هذه الشبكة الواسعة تُقلل من تكلفة المواجهة وتزيد من المخاطر على المصالح الأمريكية.
上一篇:الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية
下一篇:فوائد سبحة العود الكمبودي للصحة النفسية والروحية
相关文章