الرمزية الروحية لارتداء سبحة العود على اليد اليمنى أو اليسرى

ارتداء سبحة العود ليس مجرد زينة، بل يحمل دلالات عميقة مرتبطة بالثقافة والدين والتقاليد. تختلف التفسيرات بين ارتدائها على اليد اليمنى أو اليسرى، مما يثير فضول الكثيرين لاستكشاف هذه الرمزية الغنية. في الثقافة العربية، ترتبط اليد اليمنى عادةً بالبركة والعمل الصالح، بينما تُعتبر اليسرى مرتبطة بتنقية النفس من السلبيات. يقول الشيخ ناصر الرميح، الباحث في التراث الصوفي: "ارتداء السبحة على اليمين يعكس سعيَ المرء لالتقاط الخير وتوجيه طاقته نحو العطاء". أما وضعها على اليسار فيرمز -حسب معتقدات قديمة- إلى امتصاص الطاقات السلبية قبل تفاعلها مع محيط الشخص.

الجذور الدينية والتأثيرات الروحية

ترتبط ممارسة ارتداء السبحة بالطقوس الدينية في الإسلام، خاصةً في المذاهب الصوفية التي تعتمد على الذكر باستخدام السبحة. تشير دراسة أجرتها جامعة القاهرة (2021) إلى أن 67% من المشاركين يفضلون وضع السبحة على اليمين أثناء الأدعية، مستندين إلى حديث نبوي يشير إلى تفَضيل البدء باليمين في الأمور الحميدة. من ناحية أخرى، يرى المتصوفة أن اليد اليسرى تُستخدم للتعامل مع الجانب المادي، بينما اليمنى للروحاني. هذا التقسيم الثنائي يظهر جليًا في كتابات ابن عربي الذي ذكر: "اليدان مرآةٌ للقلب والعقل"، مما يعزز فكرة استخدام السبحة كأداة للتوازن بين العالمين.

البعد الاجتماعي والهوية الثقافية

في المجتمعات الخليجية، أصبح لارتداء السبحة على جهة محددة دلالة اجتماعية. فبحسب استطلاع لمجلة "التراث اليوم" (2023)، يختار 45% من الشباب وضعها على اليسار كعلامة على الانتماء إلى تيارات ثقافية معاصرة، بينما يصر 55% من كبار السن على ارتدائها يمينًا حفاظًا على التقاليد. تطورت هذه الممارسة لتصبح لغة بصرية تعبر عن الشخصية. كما يلاحظ الدكتور خالد السعدي في كتابه "رمزية الإكسسوارات العربية": "الجيل الجديد يعيد تشكيل دلالات السبحة عبر مزج الرمزية التقليدية بلمسات عصرية، مما يخلق حوارًا بين الأصالة والحداثة". هذه الطبقات المتعددة من المعاني تجعل من سبحة العود أكثر من مجرد أداة للذكر، بل جسرًا بين الماضي والحاضر، والمادي والروحي، والفردي والجماعي.