القيمة الثقافية والروحية لسوار العود الدبي
chenxiang
4
2025-07-25 15:30:53

القيمة الثقافية والروحية لسوار العود الدبي
تعتبر أساور العود في دبي رمزًا للتراث العربي الأصيل، حيث تجسد ارتباطًا عميقًا بين الثقافة الإسلامية والفنون الحرفية. منذ قرون، استخدم العرب العود في الطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية كعلامة على النبل والتكريم. تشير الدراسات الأنثروبولوجية مثل بحث الدكتور خالد السعيد (2018) إلى أن العود كان يُعتبر "هدية الملوك" في الحضارات القديمة، مما يفسر مكانته المميزة في المجتمع الإماراتي المعاصر.
لا تقتصر قيمة هذه الأساور على الجانب الجمالي فحسب، بل تمتد إلى البُعد الروحي. فَرائحة العود تُذكر بالمساجد والصلوات، مما يجعلها أداة للتوازن النفسي وفقًا لرأي الخبير الروحي أحمد المرزوقي. كثيرون في الخليج يحرصون على ارتدائها خلال المناسبات الدينية كشهر رمضان، مؤمنين بأنها تعزز التركيز أثناء العبادة.
جودة الصناعة: مزيج بين الحداثة والحرفية التقليدية
تتفرد دبي بدمج تقنيات صناعية متطورة مع أساليب يدوية موروثة في صناعة أساور العود. تُختار أخشاب العود من مناطق مثل كمبوديا وإندونيسيا بعد اختبارات صارمة لتحديد نسبة الزيوت العطرية، والتي يجب ألا تقل عن 35% حسب معايير مركز دبي للمجوهرات (2022). تُصمم القطع باستخدام الليزر للحفاظ على النقوش الإسلامية الدقيقة، بينما تُثبت الحبات يدويًا بخيوط حريرية لمنع التلف.
تشهد ورش العمل المحلية إقبالًا كبيرًا من السياح الذين يبحثون عن القطع "المُخصصة". تقول الحرفية شيخة محمد: "ننقش أسماء الزبائن بخط الثلث فوق الخشب، مما يضفي طابعًا شخصيًا ينافس المنتجات الصناعية". هذا التمازج بين الأصالة والابتكار جعل الأسوار الدبيّة تحصد جوائز عالمية في معارض الحرف الدولية.
الاستثمار في أساور العود: بين التذكار والفرص المالية
أصبحت هذه الأساور أداة استثمارية ذكية نظرًا لتزايد قيمتها بنسبة 12% سنويًا وفقًا لتقرير بيت التمويل الخليجي (2023). تعود القيمة الاقتصادية إلى ندرة خشب العود الطبيعي، حيث تحتاج الأشجار إلى 50 عامًا لتكوين القلب العطري. تشهد المزادات الخاصة في منطقة القرهود تنافسًا شديدًا على القطع النادرة، خاصة تلك المصنوعة من عود "الكنغ" الذي يتجاوز سعره 3000 دولار للغرام.
يلاحظ الخبير الاقتصادي عمر الفارسي أن 60% من المشترين هم مستثمرون آسيويون يستخدمون الأساور كبديل عن الذهب في تنويع المحافظ. مع ذلك، يحذر من ضرورة التحقق من شهادات المنشأ لتجنب المنتجات المقلدة التي تغرق السوق منذ 2020.
الفروق بين أساور دبي والتصاميم العالمية
تمتاز التصاميم الإماراتية بخصائص تفصلها عن نظيراتها الأوروبية. فبينما تعتمد الماركات العالمية مثل "كارتييه" على إضافات معدنية، تبقى أسوار دبي مخلصة لطبيعة الخشب العاري مع زخارف عربية هندسية. تُظهر تحاليل كيميائية أجرتها جامعة الشارقة (2021) أن العود الإماراتي يحتفظ برائحته لمدة تصل إلى 15 عامًا، مقابل 7 سنوات فقط في المنتجات الفرنسية بسبب استخدام الكحول في تثبيت العطور.
من الناحية الوظيفية، صمم خبراء دبي أساور مدمجة مع تقنية NFC لتخزين البيانات الشخصية أو الآيات القرآنية، مما يلبي احتياجات الجيل الجديد دون التضحية بالهوية الثقافية. هذا الابتكار حصل على براءة اختراع عام 2023 كأول منتج تراثي ذكي في المنطقة.