تنوع الاقتصادات العربية بين الثراء والفقر
chenxiang
4
2025-07-25 15:30:40

تنوع الاقتصادات العربية بين الثراء والفقر
تختلف الدول العربية بشكل كبير في مستويات دخلها الاقتصادي، حيث تعتمد بعضها على الموارد الطبيعية الوفيرة بينما تعاني أخرى من ضعف البنية التحتية. وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي 2023، تحتل دول الخليج مثل السعودية والإمارات مراكز متقدمة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (أكثر من 35 ألف دولار سنويًا)، بينما لا يتجاوز هذا الرقم 1000 دولار في دول مثل اليمن والصومال. يعود هذا التفاوت إلى عوامل تاريخية وجيوسياسية، حيث ساهمت الاتفاقيات النفطية منذ سبعينيات القرن الماضي في تعزيز ثروة الدول المصدرة للطاقة.
الثروات الطبيعية: نعمة أم نقمة؟
تمتلك المنطقة العربية 55% من احتياطيات النفط العالمية و30% من الغاز الطبيعي، وفقًا لإحصاءات منظمة أوبك 2022. لكن الاعتماد المفرط على هذه الموارد أدى إلى "المرض الهولندي" في اقتصادات مثل الجزائر والعراق، حيث تراجعت القطاعات الإنتاجية الأخرى. من ناحية أخرى، استثمرت الإمارات وقطر عائدات الطاقة في تنويع الاقتصاد عبر مشاريع مثل "مدينة مصدر" و"رؤية قطر 2030"، مما خفض نسبة الاعتماد على النفط من 90% إلى 60% خلال العقد الماضي.
الفجوة الاجتماعية وتوزيع الثروة
تشير بيانات البنك الدولي إلى أن 10% من سكان الدول النفطية يسيطرون على 45% من الثروة الوطنية، بينما يعيش 28% من العرب تحت خط الفقر. تظهر هذه الفجوة بوضوح في مصر حيث يبلغ معدل الفقر 32% رغم امتلاكها لثاني أكبر اقتصاد عربي. تجارب مثل "برنامج حساب المواطن" في السعودية ساهمت في تخفيف حدة التفاوت، لكن التحديات تبقى قائمة خاصة في الدول التي تعاني من نزاعات مسلحة مثل السودان.
الاستثمار في التعليم والابتكار
تحتل دول الخليج مراكز متقدمة في مؤشر رأس المال البشري العالمي، حيث تنفق قطر 15% من ميزانيتها على التعليم مقارنة بـ5% في موريتانيا. وفقًا لتقرير اليونسكو 2021، تصل نسبة الأمية في بعض الدول العربية إلى 40% بين الإناث في المناطق الريفية. المبادرات مثل "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" في السعودية و"الجامعة الأمريكية في بيروت" تظهر توجهًا نحو اقتصاد المعرفة، لكن النتائج ما زالت بحاجة لوقت طويل لتحقيق التحول المنشود.
التحديات السياسية وأثرها على التنمية
أدت الحروب الأهلية في سوريا وليبيا إلى خسارة 30% من إجمالي الناتج المحلي لهذه الدول خلال العقد الماضي، وفقًا لتحليل معهد كارنيجي. في المقابل، ساهمت الاستقرار السياسي النسبي في المغرب والإمارات في جذب استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 20 مليار دولار سنويًا. تشير دراسات مركز الخليج للأبحاث إلى أن تحسين الحوكمة يمكن أن يرفع النمو الاقتصادي في المنطقة بنسبة 1.5% سنويًا.