عادةً ما يتميز خشب العود الأصلي بلون بني غامق أو أسود مع وجود خطوط طبيعية غير منتظمة. عند فحص عيدان البخور، يجب ملاحظة التدرجات اللونية الدقيقة التي تشير إلى عمر الخشب وجودته. الخشب المزيف غالبًا ما يكون مُصبوغًا بشكل متجانس، مما يجعله يفقد العمق البصري المميز للعود الحقيقي. تشير الدراسات التي أجراها خبراء مثل د. أحمد المصري إلى أن النسيج الداخلي للعود الأصلي يحتوي على تشققات مجهرية تشكلت خلال سنوات التبلور الطبيعية. عند تكسير العود برفق، يمكن ملاحظة هذه البنية المتشابكة التي يصعب تقليدها صناعيًا. بينما تظهر العيدان المقلدة سطحًا أملسًا بدون تفاصيل داخلية واضحة.

رائحة البخور عند الاحتراق

الفرق الجوهري بين العود الأصلي والمزيف يظهر عند الإشعال. الرائحة الحقيقية تتميز بعمق عطري متعدد الطبقات: تبدأ بنفحات ترابية، ثم تتحول إلى حلاوة فاكهية خفيفة، وتنتهي بلمحات من التوابل. وفقًا لتجارب معمل العطور في دبي، تستمر الرائحة الأصلية لمدة تصل إلى 24 ساعة في الغرفة المغلقة. المواد الصناعية تنتج رائحة حادة تسبب أحيانًا تهيجًا في الأنف. د. فاطمة حسين توضح في بحثها عام 2022 أن العطور التركيبية تفقد 70% من كثافتها خلال ساعتين فقط. كما أن الدخان الناتج عن العود الأصلي يكون خفيفًا وذا لون أبيض مائل للرمادي، بينما يظهر الدخان الصناعي بلون أزرق باهت.

ملمس الرماد بعد الاحتراق

عند فحص الرماد الناتج عن الاحتراق، يمكن تمييز الجودة من خلال المرونة والتركيب. الرماد الحقيقي يتميز بسهولة التفتت بين الأصابع مع ترك مسحوق ناعم، بينما يترك العود المزيف كتلًا صلبة صغيرة. تجارب معهد الفنون التقليدية في الرياض أظهرت أن الرماد الأصلي يحتفظ برائحة خفيفة حتى بعد التبريد. من المهم ملاحظة أن العود عالي الجودة لا يترك أي رواسب لزجة على الصينية. وفقًا لخبير الصناعة عمر الزهراني، فإن وجود بقع دهنية في منطقة الاحتراق يدل على استخدام مواد رابطة صناعية غير نقية، وهي علامة أكيدة على التزييف.

التفاعل مع درجات الحرارة

عند تقريب عود البخور من مصدر حرارة خفيف (بدون إشعال)، يبدأ العود الأصلي في إطلاق زيوت عطرية طبيعية تظهر كبقع لامعة على السطح. هذه الظاهرة تُعرف محليًا بـ "دموع العود"، وهي مؤشر رئيسي على الجودة حسب التقارير الفنية لمجلس الحرف اليدوية الخليجي. في المقابل، تتفاعل المنتجات المقلدة مع الحرارة بسرعة أكبر، حيث تبدأ في الانحناء أو إطلاق دخان فوري. دراسة مقارنة أجرتها جامعة القاهرة عام 2021 أظهرت أن العود الأصلي يحتاج لضعفي الوقت اللازم لبدء الاحتراق الكامل مقارنةً بالبدائل الصناعية، بسبب كثافة الزيوت الطبيعية فيه.