تأثير الماء على التركيبة الفيزيائية لخشب العود

chenxiang 5 2025-07-25 15:29:50

تأثير الماء على التركيبة الفيزيائية لخشب العود

يتميز خشب العود ببنية مسامية معقدة تتشكل عبر سنوات من التمعدن الطبيعي. عند تعرضه للماء، تمتص الألياف الخشبية الرطوبة مما يؤدي إلى تمددها غير المتكافئ. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب الاستوائية (2021)، فإن التغيرات المفاجئة في محتوى الرطوبة تسبب تشققات مجهرية تُضعف التركيب الداخلي. كما أن التفاعل بين الماء والزيوت العطرية داخل الخشب يُسرع عملية التحلل. الدكتور خالد الحمادي، خبير في علم المواد النباتية، يشير إلى أن الرطوبة تعمل كعامل محفز للأكسدة التي تُفقد المكونات الكيميائية الفريدة قيمتها. تظهر الصور المجهرية المقارنة أن العود المبلل يفقد 40% من كثافته بعد جفافه وفقاً لمجلة علوم المواد الطبيعية.

تأثير الماء على الخصائص العطرية

تحتوي أنسجة العود على مركبات "السينول" و"الجواياكول" العطرية التي تذوب في الماء بسهولة. تجارب معملية أجراها معهد العطور بباريس (2022) أظهرت أن غمر العود في الماء لمدة 24 ساعة يُقلل تركيز المواد العطرية بنسبة 68%. هذه الخسارة لا رجعة فيها لأن العملية الكيميائية تشبه استخلاص العطر بالمذيبات. الرطوبة أيضاً تغير من ديناميكية تبخر العطور. البروفيسور ليلى النعيمي توضح في كتابها "كيمياء العود" أن الماء يُشكل طبقة عازلة تمنع انتشار الجزيئات العطرية بشكل متوازن، مما يؤدي إلى رائحة غير متجانسة. البيانات التاريخية من تجار العود العمانيين تشير إلى أن القطع المبلوغة تفقد 90% من قيمتها التسويقية مقارنة بالقطع الجافة.

التلف البيولوجي الناتج عن التعرض للماء

تخلق البيئة الرطبة ظروفاً مثالية لنمو الفطريات الخيطية. دراسة ميدانية في غابات كمبوديا (2023) كشفت عن 17 نوعاً من الكائنات الدقيقة تنمو على العود المبلل خلال أسبوعين. هذه الكائنات تستهلك المركبات الراتنجية كمصدر للطاقة، محولة الخشب الثمين إلى مادة هشة. كما تسرع الرطوبة من نشاط الإنزيمات التحللية داخل الخشب. د. عمر الفاروقي من جامعة الأزهر يشرح أن الماء ينشط أنزيم البيروكسيداز الذي يحطم الروابط الكربونية في المركبات العطرية. الإحصاءات الصادرة عن اتحاد صانعي العود الإماراتي تشير إلى أن 75% من حالات التلف الدائم للعود مرتبطة بالتعرض المائي غير المتحكم به.

التقاليد التاريخية في الحفاظ على العود

تمتد ممارسات الحفاظ على العود الجاف إلى 3000 عام في حضارات بلاد الرافدين. المخطوطات الآشورية في متحف اللوفر تذكر تعليمات صارمة بتخزين العود في أوعية فخارية مبطنة بأوراق النخيل الجافة. هذه الأساليب اعتمدت على فهم عميق لطبيعة المادة قبل ظهور الكيمياء الحديثة. في الثقافة العربية، يشدد خبراء العود التقليديون على استخدام أدوات خشبية جافة لمعالجة القطع الثمينة. الحرفي اليمني عبد الرحمن العديني يذكر في مقابلة مع قناة الجزيرة الوثائقية أن "القطرة الواحدة من الماء قد تُهدر عمراً من التميز العطري". هذه الحكمة الشعبية تدعمها اليوم الأبحاث العلمية الحديثة.
上一篇:عوامل تؤثر على سعر خشب العود الداغاني للغرام
下一篇:عوامل تؤثر على أسعار خشب العود في دبي
相关文章