الخصائص العطرية وأثرها في تحديد درجات العود

chenxiang 9 2025-07-24 16:32:36

الخصائص العطرية وأثرها في تحديد درجات العود

تعتبر الرائحة العطرية العامل الحاسم في تصنيف العود إلى سبع درجات. تختلف شدة العطر ومدته بين الدرجات العليا والدنيا، حيث تتميز الدرجة الأولى برائحة عميقة تدوم لساعات طويلة دون تغيير، بينما تفتقر الدرجات الأقل إلى هذا الثبات. تشير الدراسات إلى أن التركيز العالي لمركبات "السيسكويتربين" في العود عالي الجودة هو المسؤول عن هذه الخصائص. كما تلعب ندرة الأنواع العطرية دوراً في التقييم، فالعود البنغالي مثلاً يُعتبر من أندر الروائح التي يصعب تقليدها.

العلاقة بين كثافة الراتنج والقيمة التجارية

تتناسب كمية الراتنج أو "الدهن" في قطع العود طردياً مع درجته. تُقاس الكثافة عبر فحص الوزن النوعي للقطعة، حيث تحتوي الدرجات العليا على أكثر من 40% من الراتنج، مما يعطيها ملمساً شمعياً مميزاً. تُظهر الصور المجهرية للدرجة الممتازة تشابكاً معقداً بين الألياف الخشبية والمواد الراتنجية، بينما تظهر العينات منخفضة الجودة فراغات واضحة. يستخدم الخبراء اختبار الطفو بالماء لتحديد الكثافة، حيث تغوص القطع عالية الجودة مباشرةً بسبب وزنها الثقيل.

التأثير التاريخي للمناطق الجغرافية في التصنيف

ورثت معايير الدرجات السبعة تقاليد تجارية عمرها قرون، حيث كانت مناطق مثل كمبوديا ولاوس تحدد معايير الجودة قبل ظهور الأنظمة الحديثة. تشير المخطوطات العربية القديمة إلى تفوق عود "أقليم تشامبا" في القرن العاشر الميلادي، وهو ما يتوافق مع تصنيفه اليوم ضمن الدرجتين الأوليين. تخلق العوامل البيئية الفريدة في كل منطقة مزيجاً كيميائياً خاصاً، فتربة الغابات المطيرة في إندونيسيا تنتج عوداً أقل حدة من نظيره الهندي.

الاعتبارات الجمالية في تقييم الشكل الخارجي

لا تقل الخصائص البصرية أهمية عن العطر في التقييم، حيث تُفضل القطع ذات اللون البني الغامق مع خطوط راتنجية واضحة. تُعتبر التشققات الطبيعية الدقيقة علامة جودة، إذ تدل على عملية التبلور البطيئة داخل الشجرة. في المقابل، تُرفض القطع ذات البقع البيضاء أو الملمس الإسفنجي. تظهر تحاليل الأشعة تحت الحمراء أن التوزيع المنتظم للراتنج في الدرجات العليا يخلق أنماطاً فنية طبيعية تعكس عمر الشجرة الذي قد يتجاوز القرن.

التفاعل بين المعايير التقليدية والمتطلبات الحديثة

أدت ثورة التقنيات التحليلية إلى إضفاء دقة علمية على المعايير الحسية القديمة. تُستخدم اليوم أجهزة الـ GC-MS لفصل المركبات العطرية بدقة تصل إلى 0.01%، مما يسمح بقياس موضوعي لما كان يُحكم عليه بالخبرة وحدها. ومع ذلك، تحتفظ الأسواق العربية بخصوصية في التقييم، حيث لا تزال المجالس العطرية التقليدية تُعطي وزناً أكبر للرائحة "الدافئة" التي تذكر بمساجد القرن العاشر. هذا التزاوج بين العلم والتراث يضمن استمرارية المعايير مع ضمان الجودة للجيل الجديد من المستهلكين.
上一篇:التوابل العربية: جذور تاريخية تمتد لآلاف السنين
下一篇:الموقع الاستراتيجي بين ثلاث قارات
相关文章