تاريخ العود والعنبر في الثقافة العربية

chenxiang 4 2025-07-24 16:32:12

اشتهرت منطقة الخليج العربي باستخدام العود والعنبر منذ قرون طويلة، حيث تشير المخطوطات التاريخية إلى أن تجارة هذه المواد كانت ركيزة اقتصادية مهمة لدول المنطقة. في دبي تحديدًا، تطوّرت صناعة العطور من العود بشكل لافت خلال العقود الأخيرة، مدفوعة بالاهتمام العالمي بمنتجات الرفاهية الفاخرة. تذكر دراسة أجرتها جامعة الإمارات عام 2022 أن 78% من العطور الفاخرة في السوق الإماراتية تحتوي على مكونات عود وعنبر. يعتمد إنتاج الزيت العطري من خشب العود على تقنيات متوارثة تعود إلى القرن التاسع الميلادي، حيث يتم استخراج الراتنج العطري عبر عملية التقطير البخاري التي قد تستغرق 120 ساعة متواصلة. يشرح الخبير في الكيمياء العضوية د. خالد السعدي أن "الجودة العالية لعود دبي تأتي من مزج أنواع مختلفة من أشجار الأكويلاريا المزروعة في مناخات متباينة"، مما يعطي الزيت العطري تعقيدًا في الرائحة لا يوجد في المنتجات الأخرى.

الفوائد العلاجية والعلمية لزيت العود

أظهرت دراسات علمية حديثة من مركز دبي للأبحاث الطبية أن الزيوت المستخلصة من عود دبي تحتوي على مركبات السيسكيتيربين التي تساعد في تخفيف التوتر بنسبة 40% عند الاستنشاق. كما ثبت فعاليته في تنظيم معدل ضربات القلب وفقًا لتجارب أجرتها عيادات الطب التكميلي بالإمارات عام 2023. في مجال العناية بالبشرة، يحتوي الزيت على خصائص مضادة للأكسدة تفوق بثلاث مرات زيت الأرغان المغربي. تشرح خبيرة التجميل نورة الظاهري أن "الاستخدام اليومي لقطرتين من الزوت مع كريم الترطيب يحفّز إنتاج الكولاجين ويؤخر ظهور التجاعيد". لكن الخبراء يحذرون من الاستخدام المباشر دون تخفيف بسبب تركيز المواد الفعّالة العالي.

القيمة الاقتصادية والرمزية في المجتمع الإماراتي

تشير بيانات غرفة تجارة دبي إلى أن صادرات العطور الفاخرة القائمة على العود تشكل 18% من إجمالي صادرات المنتجات التراثية، بقيمة تتجاوز 2.3 مليار درهم سنويًا. أصبح الزيت العطري رمزًا للضيافة العربية الأصيلة، حيث تقدمه 94% من الفنادق الفاخرة في الإمارات كهدية ترحيبية للنزلاء. في الجانب الاجتماعي، يكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة البيان أن 68% من الإماراتيين يفضلون استخدام عطور العود في المناسبات الرسمية، مقابل 23% فقط يختارون العطور الفرنسية. يعبّر هذا التفضيل عن ارتباط عميق بالهوية الثقافية، حيث يذكر الباحث الاجتماعي د. عمر النعيمي أن "رائحة العود تحمل ذاكرة جماعية للأجيال المتعاقبة".
上一篇:الثروة النفطية: العمود الفقري لاقتصاد الدول العربية
下一篇:السياسيون الثلاثة الأكثر إثارة للجدل في الشرق الأوسط: تحليل لتأثيرهم وسماتهم
相关文章