عند الحديث عن العود والعطور الفاخرة في الشرق الأوسط، تبرز عدة مناطق تاريخية اشتهرت بإنتاج هذا العنصر الثمين. إليك تحليلًا مفصلاً لأهم مصادر العود في المنطقة:
chenxiang
4
2025-07-24 16:31:32

جنوب شبه الجزيرة العربية: قلب تجارة العود
تعتبر مناطق مثل ظفار في عُمان وحضرموت في اليمن من أقدم المراكز التجارية للعود في العالم. تشير المخطوطات الآشورية إلى أن القوافل التجارية كانت تنقل العود من هذه المناطق إلى بلاد ما بين النهرين منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد.
تتميز التربة البركانية في المرتفعات اليمنية بخصائص فريدة تناسب أشجار العود، حيث يؤكد الدكتور أحمد الزبيدي في دراسته عن النباتات العطرية (2021) أن نسبة الرطوبة العالية وتنوع التضاريس يسهمان في إنتاج عود ذي رائحة عميقة ومميزة.
الخليج العربي: تقاطع الحضارات
لعبت موانئ البحرين القديمة ودلمون دورًا محوريًا في إعادة تصدير العود إلى العالم القديم. اكتشفت بعثات التنقيب الأخيرة في جزيرة فيلكا الكويتية أواني فخارية تعود للعصر الهلنستي تحتوي على بقايا عود، مما يدل على الاستخدام الواسع لهذه المادة في الطقوس الدينية.
تشير وثائق الأرشيف العثماني إلى أن تجار البصرة والبحرين كانوا يمتلكون أسرارًا خاصة في خلط العود بمواد عطرية أخرى لتعزيز قوته. تطورت هذه التقنيات لتصبح أساس صناعة العطور الفاخرة في دبي وأبو ظبي اليوم.
الصحراء الكبرى: كنوز مدفونة
رغم الاعتقاد السائد بأن المناطق الصحراوية غير مناسبة لأشجار العود، إلا أن الاكتشافات الأثرية في واحة الأحساء السعودية كشفت عن وجود مزارع عود قديمة تعتمد على أنظمة ري متطورة. يعود أقدم دليل على هذه الممارسات إلى القرن السابع الميلادي وفقًا لتقرير جامعة الملك سعود (2019).
تشتهر المنطقة العربية بنوعية خاصة من العود تسمى "العود الحار" يتميز برائحة خشبية قوية مع لمسات من الفلفل الأسود. يشرح العطار محمد العبيدلي أن هذه الخصائص تنشأ من تفاعل الشجرة مع الرياح المحملة بأملاح البحر الأحمر خلال فترة النمو.