تعتبر عطور العود من أرقى أنواع العطور في الثقافة العربية، حيث يجمع العود بين القيمة التاريخية والروحية. يُستخرج دهن العود من أشجار العود المُعتَّقة التي تنمو في مناطق جنوب شرق آسيا، ويُعتبر من أغلى المواد العطرية بسبب ندرته وتعقيد عملية استخلاصه. تشير الدراسات إلى أن استخدام العود في العطور يعود إلى أكثر من 3000 عام، حيث كان يُستخدم في الطقوس الدينية والعلاجية. اليوم، تحافظ العطور العربية على مكانتها العالمية بفضل مزيجها الفريد من العود والمواد الطبيعية الأخرى.

اختيار المواد الخام المناسبة

تبدأ صناعة عطر العود الناجح باختيار خشب عود عالي الجودة. يُفضل استخدام خشب العود الهندي أو الكمبودي لاحتوائه على نسبة عالية من الزيوت العطرية. يجب أن يكون الخشب مُعتقاً لمدة لا تقل عن 10 سنوات، حيث تظهر الأبحاث أن التقدير الزمني يزيد من تركيز المركبات العطرية بنسبة 40%. يتم فرز القطع يدوياً للتأكد من خلوها من الشوائب، ثم تُطحن إلى مسحوق ناعم باستخدام معدات خاصة. تذكر خبيرة العطور ليلى أحمد أن "نعومة المسحوق تحدد كفاءة استخلاص الزيت"، مؤكدة على أهمية المرحلة التحضيرية في تحديد جودة المنتج النهائي.

تقنيات الاستخلاص المثلى

تعتبر طريقة التقطير بالبخار الأكثر شيوعاً لاستخراج زيت العود. توضع كمية المسحوق في إناء معدني مع تعريضها لبخار الماء عند درجة حرارة 150 مئوية لمدة 72 ساعة. تكمن البراعة في التحكم الدقيق بالحرارة للحفاظ على التركيبة الكيميائية للزيوت. بديلاً لذلك، تستخدم بعض الشركات طريقة الاستخلاص بالمذيبات العضوية التي توفر عائدا أكبر بنسبة 15%، لكن الخبراء مثل د. عمر الخالد يحذرون من تأثيرها على النقاء العطري. تشير التحاليل المخبرية إلى أن الزيوت المُستخلصة بالتقطير تحتفظ ب 90% من خصائصها العلاجية.

فن المزج والتنسيق العطري

لا يكتمل العطر دون دمج زيت العود مع مكونات مكملة. يُضاف العنبر والورد الجوري عادة لتعزيز العمق العطري، بينما تمنح الفانيليا والمسك دفئاً مميزاً. تتبع دور العطور العربية نظام "الهرم العطري" الذي يضمن توازن النوتات العلوية والقلبية والقاعدية. تُظهر دراسة أجرتها جامعة الملك سعود أن المزج بنسبة 20% عود مع 30% عنبر و50% مكونات نباتية يعطي أفضل النتائج. يؤكد صانعو العطور على ضرورة اختبار التركيبات لمدة 6 أسابيع لضمان ثبات الرائحة وتناغم المكونات قبل التعبئة النهائية.