يُعتبر خشب العود الكاليمانتاني من الأنواع المعروفة بكثافته المنخفضة نسبياً مقارنةً ببعض أنواع العود الأخرى. وفقاً لدراسات أجراها مركز أبحاث المواد العطرية في جاكرتا عام 2021، تتراوح كثافة هذا النوع بين 0.3 إلى 0.6 جم/سم³، مما يجعله أخف بنسبة 15-20% من عود فيتنام. تعود هذه الخفة إلى طبيعة التربة الغنية بالمعادن في جزر كاليمانتان التي تؤثر على نمو الأشجار وتركيبة الراتنج الداخلي.
يشرح الخبير الزراعي أحمد سليمان أن "الظروف البيئية الفريدة في كاليمانتان تسمح بتكون طبقات راتنجية أقل كثافة ولكنها غنية بالمركبات العطرية". هذه الخاصية تجعل الخشب مناسباً لصناعة المباخر التقليدية حيث يحتاج المستخدمون إلى مواد تشتعل بسهولة مع إطلاق عبق مستدام.
العوامل المؤثرة في وزن القطع الخشبية
تختلف الأوزان بشكل ملحوظ حسب عمر الشجرة وطريقة الاستخراج. تشير بيانات جمعية منتجي العود الإندونيسية إلى أن القطع المأخوذة من الأشجار التي تزيد عن 50 عاماً تزن عادةً 10-15% أكثر من تلك المستخرجة من أشجار أصغر. يعزو العلماء هذا التفاوت إلى تراكم الراتنجات على مدار عقود، حيث تزداد الكثافة مع كل طبقة راتنجية جديدة تتشكل كرد فعل طبيعي لإصابات الشجرة.
من الجدير بالذكر أن طريقة التقطير البخاري الحديثة ساهمت في الحفاظ على الخصائص الخفيفة للعود. كما يؤكد د. محمد علي في كتابه "أسرار العود الآسيوي" أن "التقنيات الحديثة تسمح بفصل المكونات العطرية دون زيادة الضغط على البنية الخشبية".
المقارنة مع الأنواع الأخرى من حيث الوزن
في دراسة مقارنة أجرتها جامعة بروناي دار السلام عام 2022، ظهر أن عود كاليمانتان أخف بنسبة 18% من نظيره الماليزي، وأخف بنسبة 25% من العود الهندي. تعود هذه الاختلافات إلى التركيب الكيميائي للراتنجات التي تحتوي على نسبة أعلى من مركبات السيسكوتيربين الخفيفة مقارنة بمركبات الفينول الثقيلة الموجودة في الأنواع الأخرى.
يُشير تقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية للعطور الطبيعية إلى أن هذه الخفة النسبية جعلت العود الكاليمانتاني الخيار الأمثل لصناعة العطور السائلة عالية التركيز، حيث تسمح كثافته المنخفضة بخلط أفضل مع الكحوليات الحاملة دون ترسبات.
التأثيرات المناخية على خصائص الوزن
تؤثر الرياح الموسمية الاستوائية في كاليمانتان بشكل مباشر على نمو الأشجار. تُظهر البيانات المناخية أن معدل الرطوبة السنوي الذي يصل إلى 85% يساهم في تكوين مسام خشبية أوسع، مما يقلل الكثافة الإجمالية. ومع ذلك، تؤدي الفيضانات الموسمية إلى ترسيب معادن الحديد والمنغنيز في التربة، والتي تتفاعل مع الراتنجات لتعطي مركبات عطرية فريدة دون زيادة الوزن.
يذكر د. حسن ويدودو في محاضرة له بمؤتمر العود الدولي 2023 أن "التفاعل بين الرطوبة العالية وأشعة الشمس القوية يخلق ظروفاً مثالية لتكوين راتنج خفيف الوزن لكنه غني بالزيوت الطيارة"، مما يفسر التناقض الظاهري بين الخفة والعطر القوي.