اللون والملمس: العلامات الأولى لتمييز خشب العود الأصلي

يُعتبر اللون والملمس من أبرز العلامات التي تساعد في التعرف على خشب العود الأصلي. عادةً ما يتميز الخشب الأصلي بتدرجات لونية عميقة تتراوح بين البني الداكن والأسود مع وجود خطوط طبيعية تشكل أنماطاً فريدة. وفقاً لدراسات أجراها خبراء في جامعة الملك سعود، فإن هذه التدرجات ناتجة عن تفاعلات كيميائية معقدة تحدث داخل الشجرة عند إصابتها بالفطريات، مما يؤدي إلى تكوين الراتنجات العطرية. على العكس من ذلك، تظهر الأخشاب المقلدة ألواناً موحدة أو مبالغاً فيها بسبب استخدام الأصباغ الصناعية. أما بالنسبة للملمس، فخشب العود الأصلي يتميز بتركيبة كثيفة وصلبة مع وجود مناطق لامعة تشير إلى تركيز الراتنج. عند اللمس، يشعر الخشب الأصلي ببرودة خفيفة مقارنة بالأخشاب العادية، وهي خاصية مرتبطة بكثافته العالية. يمكن اختبار ذلك عن طريق فرك قطعة صغيرة بين الأصابع؛ الخشب الحقيقي لا يتفتت بسهولة، بينما المزيف غالباً ما يترك آثاراً غبارية.

الرائحة: البصمة العطرية الفريدة

الرائحة هي العامل الحاسم في تمييز جودة خشب العود. عند تسخين قطعة صغيرة من الخشب الأصلي، تنبعث رائحة عطرية معقدة تجمع بين الحلويات الأرضية والمركبات البخورية، وتستمر لفترات طويلة. تشير أبحاث من معهد العطور في دبي إلى أن هذه الرائحة ناتجة عن أكثر من 150 مركباً كيميائياً طبيعياً، مثل البنزويل أسيتات، والتي لا يمكن تكرارها صناعياً بنفس التركيبة. في المقابل، تنتج الأخشاب المقلدة روائح حادة أو شبيهة بالكيميائيات، وتتلاشى بسرعة. طريقة بسيطة للاختبار هي وضع قطعة من الخشب في كوب زجاجي مغلق لمدة 10 دقائق، ثم فتحه واستنشاق الرائحة. الخشب الأصلي سيحتفظ بعطره حتى في الظروف الباردة، بينما يفقد المزيف رائحته بسرعة.

الكثافة والوزن: مؤشرات على تركيز الراتنج

تعتبر الكثافة العالية من الخصائص المميزة لخشب العود الأصلي بسبب تراكم الراتنجات داخل الألياف. عند وضع قطعة صغيرة في الماء، يغوص الخشب الحقيقي ببطء بينما يطفو المزيف بسبب مساميته العالية. وفقاً لتجارب أجراها حرفيون في عُمان، فإن نسبة الراتنج في الخشب الجيد تتجاوز 30%، مما يعطيه وزناً نسبياً أعلى من حجمه. يمكن أيضاً استخدام اختبار الضغط بالأظافر: الخشب الأصلي لا يترك علامات واضحة عند الضغط عليه، في حين أن المقلد يُظهر انبعاجات أو تشققات سطحية. هذه الخاصية مرتبطة بصلابة الألياف الطبيعية المشبعة بالراتنج، والتي تتحمل الضغوط الميكانيكية بشكل أفضل.

تفاعل الحرق: الاختبار النهائي للجودة

عند حرق طرف قطعة خشب العود، يُنتج الخشب الأصلي دخاناً أبيض كثيفاً ذا رائحة عطرية غير لاذعة، ويترك رماداً ناعماً أبيض اللون. وفقاً لتقارير من اتحاد تجار العود في الإمارات، فإن درجة احتراق الخشب الحقيقي أبطأ بسبب مقاومة الراتنج للحرارة، بينما يحترق المزيف بسرعة مع لهب مائل إلى الاصفرار ورائحة تشبه البلاستيك المحترق. من المهم ملاحظة أن الاختبار يجب أن يتم على جزء صغير جداً لتجنب إتلاف العينة. بعد إطفاء اللهب، يستمر انبعاث الرائحة العطرية من الخشب الأصلي لعدة دقائق، مما يؤكد تركيز الزيوت الأساسية الطبيعية.