الأهمية الثقافية والتاريخية للعود المعتق
chenxiang
5
2025-07-22 14:01:10

الأهمية الثقافية والتاريخية للعود المعتق
يعتبر العود المعتق أحد أبرز الرموز الثقافية في الحضارات الآسيوية والعربية، حيث ارتبط استخدامه بطبقة النخبة والعلماء منذ آلاف السنين. تشير المخطوطات التاريخية إلى أن عملية "التعتيق" تهدف إلى تحسين جودة رائحة العود عبر تخزينه بظروف مناخية خاصة، مما يمنحه عمقًا عطريًا فريدًا.
وقد ذكر الباحث عبد الرحمن السيد في دراسة له عام 2018 أن أساليب تعتيق العود تطورت بشكل ملحوظ خلال العصر العباسي، حيث أصبحت تُستخدم أواني خزفية مغلقة بإحكام لضمان تفاعل الزيوت العطرية مع العوامل الجوية بشكل متوازن. هذا التفاعل الكيميائي البطيء يُكسب العود نكهات متراكبة تعكس خبرة الحرفي وفهمه لطبيعة المادة الخام.
الجوانب العلمية لعملية التعتيق
من الناحية الكيميائية، تتضمن عملية تعتيق العود تفكك المركبات العضوية المعقدة مثل "السيسكويتربين" إلى جزيئات أبسط ذات قابلية عالية للتبخر. أظهرت تحاليل كروماتوغرافيا الغاز عام 2020 أن العود المعتق يحتوي على نسبة أعلى من مركب "الإيودول" بنسبة 40% مقارنة بالعود الطازج، مما يفسر طول بقاء رائحته على الأقمشة والأخشاب.
كما تؤكد الدكتورة ليلى محمد أن التحكم في نسبة الرطوبة خلال التخزين يلعب دورًا حاسمًا في تحديد جودة المنتج النهائي، حيث أن الرطوبة الزائدة تؤدي إلى تكاثر الفطريات التي تُفقد العود خصائصه العطرية المميزة. وتشير تجارب معهد الفنون التقليدية في دبي إلى أن المدة المثلى للتعتيق تتراوح بين 7 إلى 12 سنة حسب نوعية الخشب الأصلي.
البعد الروحي والعلاجي
ارتبط العود المعتق بالممارسات الروحية في الثقافة العربية، حيث يُستخدم في جلسات التأمل والعلاج بالروائح. يشرح الشيخ خالد الزعابي أن عملية التعتيق تُضفي على العود طاقة روحية مكثفة، مشيرًا إلى حديث نبوي شريف يذكر فضائل استخدام العود في طرد الطاقة السلبية.
من الناحية الصحية، أظهرت دراسة نشرتها مجلة الطب التكميلي عام 2021 أن استنشاق رائحة العود المعتق يخفض مستويات الكورتيزول بنسبة 28% خلال 15 دقيقة، كما يحسن وظائف الجهاز التنفسي عبر تنشيط الأهداب المخاطية. هذا التآزر بين الفوائد المادية والمعنوية يجعل من عملية التعتيق فنًا متكاملًا يجسد الحكمة القديمة في التعامل مع الطبيعة.