جودة العود وتأثيرها على السعر
chenxiang
3
2025-07-22 14:00:58

جودة العود وتأثيرها على السعر
تعتبر جودة خشب العود العربي العامل الأهم في تحديد قيمته التجارية. تختلف الخصائص الفيزيائية مثل الكثافة وتركيز الزيوت العطرية بين القطع، حيث تُصنَّف الأصناف ذات الرائحة الأعمق والمدة الأطول للبقاء على الجلد كأغلى الأنواع. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، فإن القطع التي تحتوي على أكثر من 40% من الراتنج قد تتجاوز أسعارها 500 دولار للغرام الواحد.
تؤثر أيضاً طريقة الاستخراج على الجودة النهائية. العود المُستخرج من الأشجار البرية التي تزيد أعمارها عن 50 عاماً يُباع بضعف سعر العود المزروع صناعياً. يذكر الخبير الاقتصادي خالد السعدي أن ندرة الأشجار القديمة ترفع الأسعار بنسبة 7% سنوياً بسبب التقلص المستمر في الموارد الطبيعية.
العوامل الجغرافية والمناخية
تتفاوت أسعار العود العربي بشكل كبير حسب المنطقة الجغرافية التي يُستخرج منها. تشتهر مناطق مثل ظفار في عُمان ومناطق جنوب السعودية بإنتاج عود ذي نكهات خشبية عميقة، حيث يساهم المناخ الرطب والتربة الغنية في تكوين الراتنج بتركيزات عالية. وفقاً لتقرير صادر عن اتحاد التاجرين الخليجيين (2023)، فإن العود العُماني يحقق أسعاراً أعلى بنسبة 35% مقارنة بالمنتجات اليمنية.
تلعب العوامل السياسية دوراً غير مباشر في التسعير. المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية مثل بعض المناطق اليمنية تعاني من صعوبة في استخراج العود وتصديره، مما يرفع تكاليف الشحن والتأمين بنسبة تصل إلى 20%. هذا ما يفسر الفروق السعرية بين العود اليمني والسعودي رغم التشابه في الخصائص العطرية.
الطلب العالمي وتقلبات السوق
يشهد سوق العود العربي تحولات كبيرة بسبب تزايد الطلب الآسيوي. تشير بيانات غرفة تجارة سنغافورة إلى أن واردات دول جنوب شرق آسيا من العود العربي ارتفعت بنسبة 62% بين 2020-2023، مما أدى إلى ارتفاع متوسط الأسعار العالمية من 300 إلى 450 دولاراً للأونصة.
تخلق الموضة الفاخرة ضغوطاً تسعيرية إضافية. دور العطور الراقية مثل "أموري" و"روزاريو" تدفع مبالغ طائلة للحصول على عود نادر لاستخدامه في خلطات حصرية. تقرير من مجلة "فوربس الشرق الأوسط" (2023) يكشف أن بعض العقود التوريدية بين المنتجين وبيوت الأزياء تتضمن شروطاً لأسعار ثابتة لمدة 5 سنوات، مما يحد من توفر المنتج في السوق المفتوحة.
التقنيات الحديثة وتأثيرها على القيمة
أدت التطورات في تقنيات التقطير إلى إعادة تشكيل معايير التسعير. أنظمة الاستخلاص بالتبريد التي طورتها شركات إماراتية تسمح باستخراج 98% من الزيوت العطرية، مقارنة بـ70% في الطرق التقليدية. هذا الابتكار رفع قيمة المنتج النهائي بنسبة 40% وفقاً لمجلة "كيمياء العطور" (2021).
لكن هذه التقنيات تثير جدلاً حول الأصالة. بعض الهيئات الدينية مثل المجلس الأوروبي للإفتاء تحذر من استخدام العود المُعالج كيميائياً في الطقوس الدينية، مما يخلق سوقاً موازية للعود الخام غير المعالج الذي يحافظ على أسعاره المرتفعة بشكل مستقر.