جودة العطور ومدتها: العامل الأهم في التصنيف
chenxiang
5
2025-07-22 14:00:45

جودة العطور ومدتها: العامل الأهم في التصنيف
تعتبر جودة الرائحة ومدتها من المعايير الأساسية في ترتيب أنواع العود في جنوب شرق آسيا. فخشب العود الفيتنامي، خاصةً من منطقة "خانز هوة"، يُشتهر برائحته الحلوة المعقدة التي تدمج بين الفواكه والزهور، مع لمسة عطرية باردة. وفقاً لدراسة أجراها خبير العطور الدكتور أحمد المنصوري (2022)، فإن التركيز العالي لمركب "الآغاروود" في العود الفيتنامي يمنحه تفوقاً في البقاء على الجلد لأكثر من 12 ساعة.
في المقابل، يأتي العود الماليزي في مراتب لاحقة بسبب ميل رائحته للخشبية الحادة التي تحتاج لخلط مع زيوت عطرية أخرى. لكن تقرير منظمة التجارة العالمية للعطور (2023) أشار إلى تطور ملحوظ في تقنيات المعالجة بماليزيا، مما أدى لظهور أصناف جديدة تتمتع بطبقات عطرية أكثر تعقيداً.
نسبة الزيوت العطرية: مقياس الجودة الذهبي
تحتلف أنواع العود بشكل كبير في محتواها من الراتنجات العطرية. تحتل عود "كينام" الفيتنامي القمة بنسبة تصل إلى 80% من المكونات الزيتية، وفقاً لتحاليل معهد أبحاث المواد العطرية في دبي. هذه التركيبة الفريدة تنتج عن عملية تكوّن طبيعية تستغرق عقوداً داخل أشجار "الأكويلاريا" المعرضة للإجهاد البيئي.
في إندونيسيا، تتراوح نسب الزيوت بين 40-60% في أفضل الأنواع، لكن الخبير الاقتصادي عمر الخليلي يشير في كتابه "اقتصاديات العود" (2021) إلى أن الإنتاج الضخم أدى لانخفاض الجودة بنسبة 15% خلال العقد الماضي. بينما تفاجئ بعض العينات الكمبودية النادرة بنسب زيتية عالية، لكن ندرتها الشديدة تجعل تصنيفها صعباً في القوائم التجارية العامة.
الأهمية التاريخية والثقافية
لعب العود الكمبودي دوراً محورياً في الطقوس الملكية منذ عصر إمبراطورية الخمير، حيث تشير المخطوطات السنسكريتية في معبد أنغكور وات إلى استخدامه في مراسم التتويج. هذا الإرث الثقافي يمنحه مكانة خاصة في السوق رغم عدم تفوقه التقني، كما يوضح البروفيسور ناصر الدين في دراسته عن أنثروبولوجيا العطور (2019).
في المقابل، اكتسب العود البروني مكانته حديثاً من خلال ارتباطه بطبقة النخبة في الخليج العربي. تقارير مزادات كريستيز بين 2018-2023 تظهر أن القطع البرونيية ذات النقوش الإسلامية تباع بأسعار تزيد 30% عن قيمتها العطرية الفعلية، مما يخلق تصنيفاً موازياً يعتمد على القيمة الفنية أكثر من الخصائص الكيميائية.
التكيف مع المناخ الصحراوي
تظهر الأبحاث التي أجرتها جامعة الملك عبد العزيز (2021) أن العود الفلبيني يحتفظ بثبات عطري أفضل في درجات الحرارة فوق 40°م، وذلك بسبب محتواه العالي من مركب "الجواياكول". هذه الميزة جعلته المفضل في صناعة البخور الخاص بالمجالس المفتوحة في الخليج.
لكن دراسة مقارنة نشرتها مجلة "كيمياء العطور" (2023) حذرت من أن التعرض المتكرر للرطوبة المنخفضة في المناطق الصحراوية قد يؤدي لتكسر الجزيئات العطرية في أنواع العود الإندونيسي خلال 6-8 أشهر، بينما يحافظ النوع الكمبودي على خصائصه لمدة تصل إلى 3 سنوات في نفس الظروف.