تاريخ العود العربي وأهميته الثقافية
chenxiang
9
2025-07-21 08:32:42

تاريخ العود العربي وأهميته الثقافية
يعود استخدام العود العربي إلى آلاف السنين، حيث ارتبط بتقاليد الضيافة والمناسبات الدينية في شبه الجزيرة العربية. تشير الدراسات الأنثروبولوجية إلى أن القبائل العربية قديماً استخدمت البخور كرمز للترحيب بالضيوف، مما جعل العود عنصراً أساسياً في الهوية الاجتماعية. وفقاً لبحث أجرته جامعة الملك سعود عام 2020، لا يزال 78% من الأسر في دول الخليج تعتبر العود جزءاً لا يتجزأ من طقوسهم اليومية.
أما الجانب الروحي، فيكمن في ارتباط العود بالعبادات الإسلامية، حيث يُذكر في كتب الفقه استخدام البخور في تطهير المساجد. يقول الشيخ عبدالرحمن السديس في أحد خطبه: "العود هدية الأرض للسماء"، مما يعكس قيمته المعنوية التي تتجاوز المجال المادي.
الاقتصاد الخفي لسوق العود العربي
تشير بيانات غرفة التجارة السعودية إلى أن حجم سوق العود في المنطقة العربية تجاوز 3 مليارات دولار عام 2023، مع نمو سنوي بنسبة 8%. تعتمد هذه الصناعة على سلاسل إمداد معقدة تبدأ من غابات آسيا الاستوائية، حيث تُستخرج أفضل أنواع "الخشب الغابي"، وتنتهي في ورش التقطير المتخصصة في عُمان والإمارات.
من الناحية الاستثمارية، أصبحت العطور الفاخرة المدعمة بزيوت العود استثماراً آمناً للأثرياء، حيث ارتفعت أسعار بعض المزائج النادرة بنسبة 200% خلال خمس سنوات. يُلاحظ الخبير الاقتصادي د. خالد الزعبي أن 40% من مشتريات العود تتم خلال مواسم الحج والعطلات، مما يخلق موجة اقتصادية موسمية تؤثر على قطاعات السياحة والتجزئة.
التحديات البيئية وتأثيرها على الجودة
تواجه صناعة العود العربية تحدياً وجودياً مع تناقص أشجار "الأكويلاريا" بنسبة 70% منذ عام 1990، وفقاً لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة. أدى هذا إلى ظهور ممارسات غير مشروعة مثل قطع الأشجار البريّة في كمبوديا، والتي تُقدّر قيمتها السوقية بأضعاف أسعار الذهب.
كما أظهرت تحاليل مخبرية في دبي عام 2022 أن 35% من العود المُباع يحتوي على مواد اصطناعية، مما يهدد سمعة السوق التاريخية. تقود المملكة العربية السعودية حالياً مبادرات لزراعة أشجار العود محلياً باستخدام تقنيات الزراعة المائية، وهو مشروع واعد قد يُقلّل الاعتماد على الاستيراد بنسبة 60% بحلول 2030.