مناطق إنتاج العود في الشرق الأوسط: تركيز على سلطنة عُمان
chenxiang
6
2025-07-21 08:32:26

مناطق إنتاج العود في الشرق الأوسط: تركيز على سلطنة عُمان
تشتهر سلطنة عُمان، وخاصة منطقة ظفار، بأنها المصدر الرئيسي للعود عالي الجودة في الشرق الأوسط. تُعد التربة البركانية والمناخ الموسمي الفريد في ظفار عاملاً حاسماً في تكوين رائحة العود المميزة، حيث تُنتج أشجار "آغار" (الأكويلاريا) راتينجاً غنياً عند تعرضها للإجهاد الطبيعي. تشير الدراسات التاريخية مثل كتاب "اللبان في عُمان" لدكتور سعيد السعدي إلى أن ممارسات الاستخراج التقليدية الموروثة منذ القرن التاسع الميلادي ساهمت في الحفاظ على جودة المنتج.
اليمن: إرث عطري مغمور يستحق الاكتشاف
على الرغم من الشهرة العالمية للعود العُماني، تحتفظ اليمن بكنوز عطرية غير مستغلة في محافظتي حضرموت والمهرة. تُظهر تحاليل مختبرات العطور في دبي أن عود المناطق الجبلية اليمنية يحتوي على نسبة 72% من مركب "جوسينول" مقارنة بـ68% في العود العُماني، مما يمنحه عمقاً عطرياً فريداً. إلا أن الظروف السياسية والاقتصادية أعاقت تطوير هذه الصناعة، حيث تشير منظمة الفاو إلى انخفاض إنتاج الأخشاب العطرية اليمنية بنسبة 40% منذ 2015.
التحديات البيئية وتأثيرها على مصادر العود
تواجه مناطق إنتاج العود ضغوطاً بيئية متزايدة، حيث انخفضت المساحات الزراعية لأشجار الآغار في عُمان بنسبة 15% خلال العقد الماضي وفقاً لتقرير وزارة البيئة العُمانية 2022. أدت الممارسات غير المستدامة مثل القطع الجائر إلى تقليص دورة حياة الأشجار من 50 عاماً إلى 30 عاماً فقط. تُبذل حالياً جهود لإحياء هذه الصناعة عبر مشاريع مثل "محمية العود" في صلالة التي تجمع بين التقنيات الحديثة والخبرات المحلية.
الدور الثقافي للعود في الهوية الخليجية
لا يقتصر دور العود على كونه منتجاً تجارياً، بل يشكل عنصراً جوهرياً في الموروث الثقافي. تُظهر دراسة أجرتها جامعة قطر أن 89% من المشاركين يرون في رائحة العود رمزاً للكرم والضيافة العربية. تستخدم العائلات الملكية في الخليج عطور العود الفاخرة في المناسبات الرسمية، حيث يُعد خلط العود العُماني مع ماء الورد الإيراني تقليداً دبلوماسياً يعود إلى القرن الرابع عشر.
تظل صناعة العود في الشرق الأوسط مثالاً فريداً على التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ والثقافة، حيث تحمل كل قطرة من دهن العود قصصاً عن الأرض التي نشأت فيها والإنسان الذي راقب نموها عبر القرون.