اللبان العطري: كنز الطبيعة الذي يسحر الحواس
chenxiang
7
2025-07-07 16:37:29

اللبان العطري: كنز الطبيعة الذي يسحر الحواس
تعتبر مادة اللبان العطري (العود) واحدة من أندر المواد الطبيعية التي حيرت البشرية لقرون برائحتها الفريدة وقيمتها الاستثنائية. تُستخرج هذه المادة الثمينة من أشجار العود المُصابة بعدوى فطرية تدفعها لإفراز راتنج عطري داكن كآلية دفاعية. تشير دراسات جامعة السلطان قابوس إلى أن 1% فقط من أشجار العود البرية تنتج الراتنج الجيد، مما يفسّر ندرتها التي تجعل سعر الكيلوغرام يتجاوز 50,000 دولار في الأسواق العالمية.
السر الكيميائي وراء العطر الخالد
اكتشف علماء معهد الكويت للأبحاث العلمية أن الرائحة الساحرة للعود تعود لتفاعل معقد بين 150 مركبًا كيميائيًا، أهمها "السيسكويتربين" الذي يمتلك قدرة فريدة على الارتباط بمستقبلات الشم البشرية. تُظهر التحاليل المجهرية تشكل بلورات الراتنج على مدى عقود داخل الألياف الخشبية، حيث يعمل المناخ الاستوائي الرطب كمعمل طبيعي لتكثيف العطر.
يؤكد الدكتور خالد السليمي في كتابه "كيمياء العطور العربية" أن عملية التقطير البخاري التقليدية تحافظ على التركيبة الجزيئية الدقيقة للعود، على عكس الطرق الصناعية التي تُفقد المادة 70% من خصائصها العطرية وفقًا لتجارب مختبرات دبي العطري.
من التراث إلى الاقتصاد: رحلة الثقافة والعملة
ارتبط العود بالهوية العربية منذ العصر الجاهلي، حيث ورد ذكره في شعر امرئ القيس كرمز للرفعة الاجتماعية. تحتفظ متاحف قطر الوطنية ببخورات عود تعود للقرن الثالث الميلادي، مما يؤكد دوره المركزي في طقوس الضيافة العربية.
من الناحية الاقتصادية، تشير تقارير منظمة الفاو إلى أن زراعة أشجار العود في جنوب آسيا ساهمت في خلق 200,000 فرصة عمل خلال العقد الماضي، بينما تحذر منظمة WWF من أن الاستغلال الجائر أدى إلى انقراض 60% من الأنواع البرية. تدفع هذه التحديات دول الخليج إلى الاستثمار في مزارع متخصصة باستخدام تقنيات التحفيز الفطري الآمنة التي طوّرها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).