تتميز عُقد خشب العود الدغاني بتكوينٍ فريد عند فحصها بالميكروسكوب. تظهر الألياف متشابكة بشكل غير منتظم مع وجود تشققات دقيقة تشبه الخرائط الجيولوجية. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي عام 2022، تحتوي 85% من العينات الأصلية على أنماط "عشوائية متوازنة" تختلف عن النسخ المقلدة التي تظهر خطوطاً أكثر استقامةً. الخاصية البارزة تكمن في توزيع قطرات الراتنج الذهبية التي تشبه النجوم المتناثرة في سماء الليل. عند التكبير 40x، يمكن ملاحظة أن كل قطرة تحتوي على طبقات متحدة المركز تثبت عملية التبلور الطبيعية على مدى عقود. خبير العود الدكتور خالد القحطاني يؤكد أن هذه الظاهرة لا يمكن تقليدها صناعياً بسبب التفاعلات الكيميائية المعقدة بين التربة والمناخ.

التمييز عبر الأنماط الراتنجية

تتشكل البصمة الراتنجية في خشب الدغان نتيجة تفاعل الشجرة مع العوامل الممرضة على مدى 30-50 سنة. تحت التكبير، تظهر مناطق التصلب الراتنجي (المناطق الداكنة) محاطة بهالات شبه شفافة تشير إلى جودة العود. دراسة مقارنة أجرتها جامعة الملك سعود أظهرت أن العينات الأصلية تحتوي على 3-5 طبقات راتنجية متمايزة، بينما تحتوي المزيفة على طبقة واحدة متجانسة. من المهم ملاحظة أن التوزيع المكاني للراتنج يتبع نمطاً شجيرياً (dendritic pattern) في العود الأصلي، بينما تظهر النسخ الصناعية توزيعاً نقطياً منتظماً. تقرير الجمعية الدولية لتجار العود (2023) يشير إلى أن هذه الخاصية تعتبر من أقوى المؤشرات على الأصالة، حيث فشلت جميع محاولات التقليد في إعادة إنتاج البنية الفراغية المعقدة.

الخصائص الحسية تحت الفحص الدقيق

عند تسخين شريحة رقيقة تحت المجهر الحراري، ينبعث الدخان الأبيض المزرق المميز للدغان الحقيقي بشكل تدريجي. بحسب تحليل كروماتوجرافي أجراه معهد الكويت للأبحاث العلمية، يحتوي هذا الدخان على 17 مركباً عطرياً متميزاً، أبرزها الجاواينين (Javainol) الذي يمنح الرائحة العميقة الشبيهة بالتمر الفاخر. الخاصية الفريدة تكمن في بقاء الرائحة لمدة 48-72 ساعة بعد الاختبار، بينما تختفي رائحة العود المزيف خلال 4-6 ساعات فقط. د. فاطمة الناصر من متحف التراث العماني تشرح أن هذه الظاهرة مرتبطة بتركيز المركبات العضوية الثقيلة التي تتشرب في مسام الخشب على مدى قرون.