سوق العود الأكبر في الصين: بوابة إلى عالم العطور الثمينة
chenxiang
4
2025-07-07 16:37:27

سوق العود الأكبر في الصين: بوابة إلى عالم العطور الثمينة
تعد الصين موطنًا لواحد من أضخم أسواق العود في العالم، حيث يجتمع التاريخ العريق مع الحداثة لخلق تجربة فريدة. يقع هذا السوق في مدينة دونغوان بمقاطعة قوانغدونغ، ويُعتبر مركزًا عالميًا لتجارة أخشاب العود النادرة، التي تُقدَّر قيمتها بمليارات الدولارات سنويًا. يشتهر السوق بتنوّعه الكبير في أنواع العود، من "الكنبودجي" الفاخر إلى "الماليزي" العطري، مما يجعله وجهةً للخبراء والهواة على حد سواء.
التاريخ والثقافة: جذور عميقة في تراث الصين
يعود ارتباط الصين بالعود إلى أكثر من 2000 عام، حيث كان يُستخدم في الطقوس الدينية والطب التقليدي. تشير مخطوطات أسرة تانغ (618–907 م) إلى أن العود كان يُعتبر "هدية الإمبراطور"، وفقًا لدراسات أجراها البروفيسور لي تشن من جامعة بكين. اليوم، يحافظ السوق على هذا الإرث عبر معارض تُظهِر قطعًا أثرية نادرة، مثل مباخر عائدة لأسرة مينغ، مما يوفّر للزائرين رحلةً عبر الزمن.
ولا يقتصر الدور الثقافي على العرض فحسب، بل يشمل ورش عمل تُعلّم فنون نحت الخشب وتقطير الزيوت، مما يعزّز الحرف التقليدية التي كادت تندثر. يقول الحرفي تشو وي: "العود ليس مجرد مادة، بل هو قصة تحمل رائحة التاريخ."
الاقتصاد والتكنولوجيا: محرّك للتجارة العالمية
يُنتج هذا السوق 60% من العود المُتداول عالميًا، وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية 2023. ويعتمد نجاحه على دمج التكنولوجيا في عمليات التصنيع، مثل أجهزة الاستشعار التي تُحلّل جودة الخشب بدقّة 98%، كما تؤكّد شركة "سينكيو" للتكنولوجيا. هذا التطوّر سمح بزيادة الصادرات إلى دول الخليج وجنوب آسيا بنسبة 34% خلال السنوات الخمس الماضية.
لكن التحديات تظل قائمة، خاصة مع ارتفاع نسبة التزييف إلى 20% من السوق، وفقًا لتحليل جامعة شنغهاي. لذلك أطلقت الحكومة نظامًا ذكيًا لتتبع المنتجات عبر البلوك تشين، مما قلّص الغش بنسبة 45% منذ 2021، حسب بيانات وزارة التجارة الصينية.