اللون والتركيب الطبيعي للعود العربي

chenxiang 4 2025-07-21 08:31:01

اللون والتركيب الطبيعي للعود العربي

يُعتبر لون العود العربي من العلامات الأساسية للتمييز بين الأصلي والمغشوش. يتميز العود الأصلي عادةً بدرجات لونية عميقة تتراوح بين البني الداكن والأسود المائل للبني، مع وجود خطوط راتنجية طبيعية تشبه الخيوط الدقيقة. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، فإن التركيب الداخلي للعود عالي الجودة يظهر توزيعاً متجانساً للزيوت العطرية تحت المجهر، بينما تظهر العينات المقلدة بقعاً لونية غير منتظمة. من المهم ملاحظة أن اللون وحده لا يكفي للتحقق من الجودة، إذ تُستخدم أحياناً أصباغ طبيعية لتلوين الأخشاب المغشوشة. ينصح الخبراء مثل د. خالد السعيدي (خبير عطور عربي) بفحص القطعة تحت ضوء قوي لملاحظة مدى شفافية الحواف، حيث يتميز العود الأصلي بدرجة معينة من الشفافية بسبب تركيز الراتنج.

الرائحة وتطور العطر عند التسخين

تُمثّل رائحة العود العربي المعيار الذهبي للتمييز. عند تسخين القطعة بلطف على الجمر، ينبعث من العود الأصلي عطرٌ معقد ذو طبقات متتالية: تبدأ برائحة ترابية حارة تتحول إلى حلاوة خشبية، ثم تنتهي بلمعة عطرية دافئة. تشير أبحاث معهد الكويت للتراث العربي (2021) إلى أن العود المغشوش يفقد 70% من عطره خلال دقائق، بينما يحتفظ الأصلي برائحته لمدة تصل إلى ساعة. يجب الانتباه إلى أن بعض الأنواع المقلدة تُضاف إليها زيوت صناعية تحاكي الرائحة الأولية، لكنها تفتقر إلى العمق الزمني للعطر. يوصي خبراء مثل أمينة المرزوقي (صاحبة متحف العطور التاريخية في مسقط) بتجربة التسخين على مراحل، حيث يكشف العود الحقيقي عن طبقات عطرية جديدة مع كل ارتفاع في درجة الحرارة.

الكثافة والتفاعل مع الماء

تُشكّل كثافة الخشبة مؤشراً حاسماً لجودة العود. تُظهر القطع عالية الجودة كثافةً عاليةً بسبب تشبعها بالراتنج، حيث تغوص في الماء ببطء عند درجة حرارة الغرفة. وفقاً لتجارب مختبرات الجودة في أبوظبي، يفقد العود المغشوش 40% من وزنه عند تجفيفه لمدة 24 ساعة، بينما يحتفظ الأصلي بـــ90% من وزنه بسبب التماسك الداخلي للراتنج. من الطرق التقليدية المتبعة في الخليج العربي اختبار "الطفو النسبي": توضع القطعة في ماء مالح بنسبة 5%، حيث يطفو العود الرديء بينما يغوص الأصلي جزئياً. يُحذر الخبراء من الاعتماد الكلي على هذه الطريقة بسبب اختلاف الكثافة الطبيعية بين الأنواع الفرعية للعود العربي.

نمط التكوين الجيولوجي

يُظهر العود الأصلي أنماطاً جيولوجية مميزة تشكلت عبر عقود من التمعدن الطبيعي. تحت العدسة المكبرة (10x)، تظهر القنوات الراتنجية شكل "شجرة التنين" المتفرعة التي وصفها الجيولوجي عمر الفاروق في كتابه "أسرار الأرض العطرية" (2019). تُعتبر البصمة الكيميائية التي تحددها أجهزة الكروماتوغرافيا الغازية الدليل القاطع، حيث تحتوي العينات الأصلية على نسبة ثابتة من السيسكويتربينات تتراوح بين 18-22% وفق معايير منظمة العود العالمية. تختلف هذه الخصائص حسب المنطقة الجغرافية: يُظهر عود ظفار العُماني تشققات طولية مميزة، بينما يتميز العود اليمني بنمط "العيون الذهبية" الدائرية. يُنصح بالتعامل مع مختبرات متخصصة لتحليل العينات النادرة ذات القيمة العالية قبل الشراء.
上一篇:تاريخ العود العربي ودلالاته الثقافية
下一篇:تأثير النفط على استقرار العملة العربية
相关文章