اللون والنسيج: العلامات الأولى لتمييز البخور الأصلي

يتميز خشب العود الأصلي بتدرجات لونية طبيعية تتراوح بين البني الداكن والأسود مع وجود خطوط غير منتظمة تشكل "عروقاً" مميزة. وفقاً لدراسة أجراها د.أحمد علي (2021) في جامعة القاهرة، تحتوي العينات الأصلية على بقع داكنة تنتج عن تفاعلات الراتنج مع الخشب على مدى عقود. بينما تُظهر المنتجات المزيفة ألواناً موحدة غالباً ما يتم تحقيقها بالصبغات الكيميائية، مع نسيج خشبي مفرط في الانتظام يشبه النقش الصناعي. من المهم فحص القطعة تحت إضاءة جيدة، حيث يظهر البخور الحقيقي بريقاً خفيفاً يشبه الزجاج بسبب التركيز العالي للراتنج، في حين تبدو المقلدة باهتة أو لامعة بشكل مبالغ فيه. ينصح خبراء مركز دبي للعطور التقليدية بتحسس السطح بأطراف الأصابع، حيث يكون الملمس الطبيعي خشنًا قليلاً مع وجود تجاعيد دقيقة، على عكس الأسطح المصقولة صناعياً.

الرائحة: البصمة العطرية التي لا تُزيف

عند تسخين شظية صغيرة، ينبعث من العود الأصلي عطر معقد يدمج بين الحلويات الخشبية والمركبات الترابية مع لمسة باردة تشبه النعناع. بحسب تقرير منظمة "عطور الشرق" (2023)، تحتوي العينات الأصلية على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل بشكل متفاوت مع درجات الحرارة. بينما تنتج المزيفات روائح حادة تشبه العطور الاصطناعية تختفي بسرعة بعد الإطفاء. تجربة الشم العميق تكشف التفاصيل: الرائحة الأصلية تتصاعد على مراحل، حيث تبدأ بنوتات عطرية خفيفة ثم تتطور إلى عمق دافئ يستمر لساعات. في المقابل، تظهر المنتجات المغشوشة رائحة "مسطحة" بدون تطور، وغالباً ما تكون مصحوبة برائحة كيميائية جانبية تشبه البلاستيك المحترق عند زيادة التسخين.

الكثافة والوزن: التوازن بين الخفة والصلابة

يتميز الخشب الطبيعي بكثافة منخفضة بشكل مدهش مقارنة بمظهره الصلب. أظهرت تجارب معهد أبوظبي للموارد الطبيعية (2022) أن العينات الأصلية تطفو جزئياً في الماء المالح بنسبة 40%، بينما تغرق المزيفة بالكامل. هذا الفرق ناتج عن التركيب المسامي للخشب الطبيعي المشبع بالراتنجات الثمينة. عند حمل القطعة في اليد، يشعر الخبير بوزن "متناقض" - مظهر ثقيل مع إحساس بالخفة النسبية. تحت المجهر الإلكتروني، تظهر القنوات الراتنجية الطبيعية بشكل عشوائي ومتداخل، على عكس المحاولات الصناعية التي تظهر أنابيب مستقيمة ومتناظرة بشكل ميكانيكي.

تفاعل الاحتراق: اختبار النار الحاسم

عند تطبيق لهب مباشر، يحترق العود الأصلي ببطء مع تصاعد دخان أبيض كثيف له رائحة عطرية مميزة. وفقاً لتحليل كيميائي أجرته شركة عطور الظفري (2023)، يحتوي الرماد الناتج على نسبة كربون تصل إلى 78% مع بلورات ملحية دقيقة. بينما تنتج المزيفات لهباً سريع الانتشار مع دخان أسود ورائحة كريهة. الاختبار الحاسم يتمثل في مراقبة نقطة الذوبان: الراتنج الأصلي يتحول إلى مادة لزجة شفافة عند 160°مئوية، بينما تذوب المواد الصناعية في درجات حرارة أقل مع تكوين قشور صلبة. ينصح الحرفيون التقليديون في عُمان بوضع الجمرة المشتعلة على سطح فضة، حيث يترك الأصل بقعة بنية ذهبية دون إتلاف المعدن.