التكلفة المالية العالية والضغط الاقتصادي على الشباب

يعتبر العود من أغلى المواد العطرية في العالم بسبب ندرته وتعقيد عملية استخراجه. تشير تقارير اقتصادية إلى أن سعر الجرام الواحد قد يتجاوز 500 دولار في الأسواق الفاخرة، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الشباب خاصة في مراحل بناء الذات الاقتصادية. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2022 بينت أن 78% من الشباب تحت سن الثلاثين يجدون صعوبة في تخصيص ميزانية للكماليات الفاخرة دون التأثير على التزاماتهم الأساسية. من الجانب الاجتماعي، يخلق الاستخدام المنتظم للعود توقعات مادية غير واقعية. الخبير الاقتصادي د. خالد الوزني يحذر من أن الاعتياد على السلع الفاخرة في عمر مبكر قد يؤدي إلى سلوك استهلاكي متهور، حيث أظهرت بيانات البنك المركزي السعودي زيادة بنسبة 40% في قروض الاستهلاك بين فئة الشباب خلال السنوات الخمس الماضية.

المخاطر الصحية المحتملة للاستخدام غير المدروس

تحتوي بعض أنواع العود على مركبات هيدروكربونية عطرية قد تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي. دراسة نشرتها "مجلة الصحة العامة العربية" عام 2023 أكدت أن حرق العود في أماكن مغلقة يزيد تركيز الجسيمات الدقيقة PM2.5 إلى 20 ضعف الحد المسموح به من منظمة الصحة العالمية. هذه الجسيمات ترتبط بزيادة معدلات الربو والحساسية خاصة لدى الأفراد تحت 25 عامًا الذين لا تزال أجهزتهم المناعية في طور النضج. كما يشير د. إيهاب قمر، أخصائي الطب الوقائي، إلى أن 35% من حالات الصداع المزمن بين الشباب في العيادات الخاصة لها صلة باستخدام مباخر عطرية ذات تركيز عال. لا توجد دراسات كافية حول التأثيرات بعيدة المدى لاستنشاق دخان العود بشكل يومي، مما يجعله مجازفة صحية غير محسوبة العواقب.

البعد الثقافي والروحي الذي يتناقض مع مراحل العمر

يرتبط استخدام العود في التقاليد العربية بمناسبات خاصة وطقوس روحية هادئة. الدكتور عبدالله الحضرمي، عالم الأنثروبولوجيا الثقافية، يوضح في كتابه "عبق الهوية" أن الاستخدام اليومي المفرط يفقد المادة رمزيتها الثقافية. الاستطلاعات تظهر أن 62% من كبار السن في الخليج يعتبرون الإسراف في استخدام العود من قبل الشباب انتهاكًا للبروتوكولات الثقافية غير المكتوبة. من الناحية الروحية، يرى الشيخ عمر المطيري أن الاستعجال في تبني ممارسات مرتبطة بالحكمة والنضج يخلق فجوة بين الشباب وجوهر التجربة الروحية. تقترح دراسة من مركز الحوار الوطني أن التدرج في تبني الموروثات الثقافية يحقق توازنًا أفضل بين الهوية الشخصية والجماعية.