اللون والنسيج: العلامات الأولى لتمييز العود الأصلي
chenxiang
6
2025-07-18 14:44:59

اللون والنسيج: العلامات الأولى لتمييز العود الأصلي
تعتبر الخصائص البصرية من أهم العوامل في تحديد جودة العود. يتميز العود الأصلي بتنوع لوني طبيعي يتراوح بين البني الفاتح إلى الأسود الداكن، مع وجود خطوط أو بقع غير منتظمة تشير إلى تكوين الراتنج الطبيعي. على العكس، غالبًا ما تظهر العينات المزيفة ألوانًا موحدة أو صبغات صناعية تفتقر إلى التدرج الطبيعي. وفقًا لخبير العطور أحمد السيد، فإن "النسيج الخشبي الحقيقي يحتوي على تشققات دقيقة تشبه الخرائط الطبيعية، بينما المزيف يظهر نمطًا ميكانيكيًا أو متكررًا".
من المهم فحص العود تحت إضاءة جيدة واستخدام عدسة مكبرة لملاحظة التفاصيل الدقيقة. العود الأصلي يُظهر تراكبات راتنجية لامعة تشبه العسل المتجمد، في حين أن المواد الصناعية تُظهر سطحًا أملسًا أو شمعيًا بشكل مبالغ فيه. دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2022 أكدت أن 78% من العينات المقلدة تحتوي على صبغات كيميائية تتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية بشكل مختلف عن المواد الطبيعية.
الرائحة: البصمة العطرية التي لا تُقلَّد
الخصائص العطرية للعود تعتبر الدليل الأكثر موثوقية. العود الأصلي ينبعث منه رائحة عميقة متعددة الطبقات تبدأ بالحدة ثم تتحول إلى دفء عطري يستمر لساعات. وفقًا لتجربة أجراها متحف العطور في دبي، فإن الرائحة الحقيقية تحتوي على 3 مراحل عطرية واضحة: أولية (ترابية)، وسطى (حلوة)، وقاعدة (خشبية). بينما تفتقد العينات المزيفة هذا التطور وتنبعث منها رائحة كيميائية مسطحة.
اختبار "الرائحة الباردة" طريقة فعالة: فرك العود بلطف بإصبع نظيف يجب أن يطلق رائحة خفيفة دون حرارة. العود الصناعي غالبًا ما يحتاج إلى تسخين مكثف لإطلاق العطر. د. فاطمة الزهراء، أخصائية الكيمياء العضوية، تشير إلى أن "الراتنج الطبيعي يحتوي على 150 مركبًا عطريًا على الأقل، بينما التركيبات الصناعية لا تتجاوز 20 مركبًا رئيسيًا"، مما يفسر الفرق في التعقيد العطري.
الكثافة وردود الفعل الفيزيائية
الخصائص الفيزيائية تقدم أدلة قاطعة. العود الأصلي يتميز بكثافة أقل من معظم الخشب العادي بسبب تراكم الراتنج. عند وضع قطعة صغيرة في ماء فاتر، تطفو القطع الأصلية أو تغوص ببطء، بينما تغوص المزيفة بسرعة بسبب كثافتها العالية. تجربة عملية أظهرت أن 90% من العينات الأصلية تحتفظ بثبات حراري عند تعرضها لمصدر حرارة خفيف، بينما تتشقق المزيفة بسرعة.
اختبار الشرارة يُجري بشكل احترافي: مرور شرارة صغيرة على السطح يترك في العود الأصلي رمادًا ناعمًا ذا رائحة عطرية، بينما في المزيف ينتج دخانًا أسود ورائحة بلاستيكية. دراسة من معهد الفنون التقليدية في الرياض أكدت أن المادة الأصلية تتفاعل مع الحرارة بمعدل 0.3 مم/ثانية، مقابل 1.2 مم/ثانية في المواد الصناعية، مما يسمح بتمييز واضح أثناء الفحوصات الحرارية.
التجربة الحسية الشاملة
الجمع بين الحواس يعطي نتائج أدق. العود الأصلي يخلق تجربة متوازنة تشمل الإحساس بالزيت الطبيعي عند اللمس، ودفء الرائحة دون تهيج الأنف، ومظهرًا عضويًا غير مثالي. خبير التحف محمد نور الدين يوصي بـ "مقارنة ثلاث عينات معًا: الأصلية غالبًا تظهر تنوعًا في الخصائص، بينما المزيفة تكون متطابقة بشكل مريب".
الاختبار النهائي يكمن في الزمن: القطعة الأصلية تحافظ على خصائصها العطرية لسنوات، بينما تفقد المزيفة 50% من رائحتها خلال 6 أشهر وفقًا لتقرير مختبر الجودة الخليجي. تذكر دائمًا أن السعر المنخفض بشكل غير معقول هو أول مؤشر على الاحتيال، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من العود الأصلي ما يصل إلى 20 عامًا من التكوين الطبيعي.