قد يتسبب استنشاق عطر العود في تفاقم الأعراض لدى مرضى الربو والتهاب الشعب الهوائية. تشير دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2022 إلى أن 68% من المرضى الذين تعرضوا للروائح القوية مثل العود أظهروا زيادة في نوبات السعال وضيق التنفس. يحتوي دخان العود على جزيئات دقيقة قد تصل إلى 2.5 ميكرومتر، وهي ذاتها التي تحذر منها منظمة الصحة العالمية في تلوث الهواء. لا ينصح الأطباء باستخدام العود في غرف المرضى الذين خضعوا مؤخراً لعمليات جراحية في الصدر. الدكتور خالد المرزوقي، أخصائي أمراض الرئة في دبي، يؤكد أن المواد العطرية المركزة قد تتداخل مع عملية التئام الأنسجة الرئوية. تظهر تقارير مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن 22% من حالات تهيج القصبات الهوائية بعد الجراحة مرتبطة بالتعرض للبخور.

النساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى

توصي الجمعية العربية لطب الأمومة والأجنة بتجنب التعرض المكثف للعود خلال فترة تكوين الأعضاء الحيوية للجنين. تحتوي بعض أنواع العود على مركبات مثل البنزوبيرين التي أظهرت دراسات على الفئران تأثيرات محتملة على النمو العصبي. رغم عدم وجود أدلة قاطعة على البشر، إلا أن مبدأ الوقاية خير من العلاج يسود في التوصيات الطبية. لاحظت دراسة طولية في المغرب عام 2023 أن 40% من الحوامل اللاتي استخدمن العود يومياً أشرن إلى زيادة في حالات الغثيان الصباحي. تفسر الدكتورة ليلى بنعمر، أخصائية النساء والتوليد، هذه الظاهرة بأن المركبات العطرية القوية قد تحفز مراكز القيء في جذع الدماغ بشكل مفرط.

الأفراد الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن

كشفت أبحاث في جامعة الإمارات أن 75% من مرضى الصداع النصفي يبلغون عن تفاقم الأعراض عند التعرض للروائح المركزة. يعمل العود كمحفز وعائي قد يزيد من توسع الأوعية الدموية في الدماغ، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الأعصاب العربية عام 2021. يحتوي الدخان على مركبات كيميائية مثل التربينات التي قد تتفاعل مع مستقبلات الألم في الجهاز العصبي المركزي. ينصح البروفيسور عمر الفاروق، رئيس الجمعية العربية لطب الأعصاب، بتجربة الروائح الخفيفة بدلاً من العود للذين يعانون من حساسية حسية. تشير الملاحظات السريرية إلى أن التعرض المتكرر قد يقلل من عتبة تحمل المحفزات الحسية، مما يجعل نوبات الصداع أكثر تواتراً وشدة مع الوقت.