تاريخ العود الدبيوي العائد وارتباطه بالتراث العربي
chenxiang
6
2025-07-15 08:06:27

تاريخ العود الدبيوي العائد وارتباطه بالتراث العربي
يعود استخدام العود في المنطقة العربية إلى آلاف السنين، حيث ارتبط بطقوس التكريم والعلاج الروحي. تشير الدراسات الأنثروبولوجية إلى أن تجارة العود ازدهرت عبر طرق القوافل القديمة، مما جعل دبي مركزاً استراتيجياً لتبادل هذه السلعة الثمينة. اليوم، يعيد الفنانون الإماراتيون إحياء تقنيات تقطير العود التقليدية، مستلهمين من المخطوطات التاريخية التي تحفظ أسرار صناعة العطور العربية الأصيلة.
أظهرت تحليلات مختبرات جامعة الإمارات أن العود الدبيوي العائد يحتوي على نسبة عالية من "الراتنج" تصل إلى 70%، مما يمنحه تميزاً في الجودة والثبات العطري. يؤكد الدكتور خالد المرزوقي، خبير الكيمياء العضوية، أن هذه الخصائص نتجت عن تفاعل فريد بين المناخ الصحراوي وتقنيات التخزين الحديثة التي اعتمدها الحرفيون المحليون.
الأبعاد الاقتصادية لصناعة العود العائد
تشكل تجارة العود العائد 18% من إجمالي صادرات دبي غير النفطية حسب تقرير غرفة تجارة دبي 2023. يعزو الخبراء هذه الطفرة إلى استراتيجيات التسويق الذكية التي تجمع بين الهوية العربية والتصميم العصري، حيث تقدم العلامات الفاخرة عبوات مصممة برسومات الخط العربي مع تقارير ضمان الجودة الرقمية.
من ناحية أخرى، ساهمت مشاريع الاستدامة في تعزيز القطاع، مثل مبادرة "عود أخضر" التي تهدف لزراعة 500 ألف شجرة Agarwood بحلول 2030. يذكر تقرير منظمة التجارة العالمية أن دبي استقطبت 40% من الاستثمارات العالمية في أبحاث العود الصناعي خلال السنوات الخمس الماضية، مما وضعها في صدارة الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال.
البعد الروحي والاجتماعي في الثقافة المعاصرة
أصبح العود الدبيوي رمزاً للهوية الوطنية في المناسبات الرسمية، حيث تُقدم القطع الفنية منه كهدايا دبلوماسية. في حفلات الزفاف الإماراتية، يُعتبر "التعبير بالعود" جزءاً من مراسم "العهد العطري" الذي يرمز إلى التلاحم الأسري.
كشفت دراسة استقصائية أجرتها مجلة "البيت العربي" أن 68% من الشباب الخليجي يفضلون استخدام العود العائد في المناسبات الخاصة، مقابل 32% يستخدمون العطور الغربية. يعلق الشيخ محمد القاسمي على هذه الظاهرة: "العود ليس مجرد رائحة، إنه حكاية تتحدث لغة الأرض والإنسان".