تزيف زيت العود: أشكال الغش وطرق الكشف

chenxiang 4 2025-07-15 08:06:17

تزيف زيت العود: أشكال الغش وطرق الكشف

تعتبر ظاهرة تزيف زيت العود من أخطر التحديات التي تواجه هواة ومقتني هذا المنتج الثمين. يُستخرج الزيت الأصلي من خشب العود الطبيعي عبر عمليات تقطير معقدة تستغرق شهوراً، مما يرفع تكلفته بشكل كبير. إلا أن ارتفاع الطلب مقابل ندرة المصادر الطبيعية دفع بعض التجار إلى اللجوء لأساليب غش متنوعة، مثل خلط الزيت مع زيوت نباتية رخيصة أو إضافة مركبات كيميائية صناعية لمحاكاة الرائحة. تشير دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2022 إلى أن 68% من العينات المختبرة بالسوق المحلية تحتوي على مكونات مغايرة للمواصفات المعلنة. من أبرز المؤشرات الدالة على الغش اختفاء التعقيد العطري المميز للعود الأصلي، حيث تفقد النوتات العطرية عمقها التدريجي وتتحول إلى رائحة مسطحة تزول سريعاً. كما أن اللون غير المتجانس للزيت، خاصة عند ظهور رواسب أو عكارة، يدل على احتمال وجود شوائب أو مواد مضافة. ينصح الخبراء باختبار بسيط بوضع قطرة زيت على الورق؛ إذ يتبخر العود الأصلي دون ترك أثر دهني واضح.

المركبات الكيميائية الخطرة في المنتجات المزيفة

تظهر التحاليل المخبرية انتشاراً مقلقاً لمواد مثل الفثالات وبارابين في العينات المزورة، والتي تُضاف لتعزيز ثبات الرائحة الصناعية. هذه المركبات ترتبط بمخاطر صحية جسيمة وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية 2023، حيث قد تسبب اضطرابات هرمونية وتأثيرات سمية على الكبد عند الاستخدام المطول. كما اكتشفت دراسة أجرتها الهيئة السعودية للمواصفات وجود نسب مرتفعة من الإيثانول في 43% من العينات المفحوصة، بهدف تخفيض تكاليف الإنتاج على حساب الجودة. تتفاقم المشكلة مع استخدام أصباغ صناعية لإعطاء لونٍ داكنٍ ي mimic لون الزيت الطبيعي. تؤكد الدكتورة ليلى أحمد، أخصائية الكيمياء العضوية، أن بعض هذه الأصباغ تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ، والتي تتراكم في أنسجة الجسم مسببة أمراضاً مزمنة. لذلك أصبح فحص مطيافية الكتلة (Mass Spectrometry) أداة حاسمة للكشف عن هذه الشوائب في المختبرات المتخصصة.

غياب الشهادات المعتمدة ودور الجهات الرقابية

يُعد غياب التوثيق الرسمي أكبر عقبة تواجه المستهلكين. تشترط المواصفات الدولية مثل ISO 16128 وجود شهادات تحليل مفصلة توضح مصدر الخشب وطريقة الاستخراج ونقاء الزيت. لكن العديد من المنتجات المقلدة تفتقر تماماً لهذه الوثائق، أو تعتمد على شهادات مزورة لا تعكس الواقع. تؤكد بيانات وزارة التجارة أن 72% من البلاغات الواردة عن غش العود تتعلق بعبوات غير مصرح بها أو خالية من الباركود الإلكتروني. من ناحية أخرى، تبرز الحاجة إلى تعاون دولي لمحاربة هذه الظاهرة. فعملية غسل الأخشاب المقلدة عبر منافذ حدودية متعددة تجعل التتبع صعباً. اقترح خبراء في ندوة دبي للعطور 2023 تطبيق نظام تتبع رقمي (Blockchain) لتسجيل كل مراحل الإنتاج والتوزيع، مما يحد من تسلل المنتجات المغشوشة إلى الأسواق الفاخرة. كما تنبه جمعيات حماية المستهلك إلى أهمية الشراء من منافذ مرخصة مع توفر ختم الضمان الإلكتروني القابل للتحقق عبر الهواتف الذكية.
上一篇:ندرة المصادر الطبيعية وتأثيرها على سعر العود
下一篇:عوامل تؤثر على سعر شتلة العود القيسي
相关文章