العوامل المؤثرة في سعر العود بالجرام
chenxiang
7
2025-07-15 08:06:06

العوامل المؤثرة في سعر العود بالجرام
يعتمد سعر العود بالجرام على عدة عوامل رئيسية، أبرزها نوع الشجرة وعمرها. تُنتج أشجار العود التي يزيد عمرها عن 100 عام راتينجًا ذا جودة عالية، مما يرفع القيمة السوقية إلى ما بين 50 إلى 200 دولار للجرام. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية (2023)، فإن العود الفيتنامي يُعد من أغلى الأنواع بسبب ندرته وجودة عطره.
كما تلعب الظروف البيئية دورًا حاسمًا؛ فالأشجار التي تنمو في مناطق جبلية ذات رطوبة عالية تُنتج راتينجًا أكثر كثافة. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي إلى أن التغيرات المناخية الأخيرة أثرت سلبًا على إنتاجية الأشجار، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 15% منذ عام 2021.
الاختلافات الإقليمية في تسعير العود
تختلف أسعار العود بشكل كبير بين الدول العربية وآسيا. في دول الخليج مثل السعودية والإمارات، يتراوح سعر الجرام بين 80 إلى 150 دولارًا بسبب الطلب المرتفع في المناسبات الدينية والاجتماعية. بينما في ماليزيا وإندونيسيا، تنخفض الأسعار إلى 30-70 دولارًا نتيجة وفرة الإنتاج المحلي.
من ناحية أخرى، تشهد الأسواق الأوروبية اتجاهًا نحو استخدام العود الاصطناعي بسبب القيود البيئية على الاستيراد. وفقًا لبيانات منظمة "غرين بيس"، فإن 40% من العود المُباع في فرنسا حاليًا هو منتج صناعي، مما يخلق ضغطًا على الأسواق التقليدية ويؤثر على التسعير العالمي.
دور الجودة والتصنيف في تحديد القيمة
يُصنف العود إلى فئات مثل "الطلح" و"الشنبو" و"الرقعة"، بناءً على لون الراتينج وكثافته. يُباع "الطلح" الأسود، الذي يحتوي على أكثر من 60% راتينج، بسعر يصل إلى 300 دولار للجرام في المزادات الخاصة. في المقابل، تُقدّر قيمة "الرقعة" ذات اللون البني الفاتح بحوالي 20 دولارًا فقط.
تؤكد خبيرة العطور نورة الحمادي أن عملية التقطير تلعب دورًا محوريًا. فكلما زادت مدة التقطير (التي قد تصل إلى 3 أسابيع)، ارتفعت نقاء الزيت وازدادت قيمته. تُظهر بيانات من معهد العود الدولي أن الزيت المُقطر لمدة 20 يومًا يباع بسعر يفوق الخام بأربعة أضعاف.
التأثيرات الاقتصادية والسياسية على الأسعار
أدت الحروب في مناطق مثل اليمن وسوريا إلى تعطيل طرق التجارة التاريخية للعود، مما تسبب في نقص مؤقت وارتفاع الأسعار بنسبة 25% خلال 2022. من جهة أخرى، تشجع الصين حاليًا على زراعة أشجار العود في مقاطعة هاينان، مما قد يخفض الأسعار العالمية بنسبة 10-15% بحلول 2026 وفق توقعات بنك التنمية الآسيوي.
كما أثرت جائحة كوفيد-19 على القطاع بشكل غير متوقع؛ حيث زاد الطلب على العود بنسبة 18% في 2021 كجزء من اتجاهات الصحة النفسية، وفقًا لمجلة "فوربس الشرق الأوسط". هذا المزيج من العوامل يجعل سوق العود واحدًا من أكثر الأسوات تقلبًا في عالم السلع الفاخرة.