اللون والنسيج: مؤشرات أساسية لتمييز حبات العود الفيتنامي

تعتبر الخصائص البصرية من أهم العوامل في تمييز حبات العود الفيتنامي الأصلي. يتميز خشب العود الفيتنامي بدرجات لونية متدرجة تتراوح بين البني الداكن المائل إلى الأسود والبني الفاتح مع وجود عروق غير منتظمة. تحتوي الحبات الأصلية على تموجات طبيعية تشكل "خرائط زيتية" دقيقة، بينما تظهر المقلدة أنماطاً هندسية مفرطة الانتظام بسبب الصبغات الصناعية. وفقاً لدراسات خبراء المجوهرات الآسيويين، يُلاحظ في العود الأصلي تغير طفيف في درجة اللون مع مرور الوقت بسبب تفاعل الزيوت الطبيعية مع الهواء، بينما تحتفظ الحبات المزيفة بلون ثابت. كما أن النسيج السطحي للحبات الأصلية يكون خشنًا قليلاً عند التكبير، مما يعكس عملية التكوين الطبيعية على مدى عقود.

الرائحة: البصمة العطرية الفريدة

تتميز حبات العود الفيتنامي برائحة معقدة تختلف جذرياً عن العطور الصناعية. عند فرك الحبات بلطف، تطلق رائحة ترابية دافئة مع تلميحات من الفانيليا والخشب المحروق، وتستمر لساعات دون انقطاع. أما المقلدة فتعطي رائحة حادة تختفي خلال دقائق، وغالباً ما تحتوي على نفحات كيميائية واضحة. يشير البروفيسور أحمد الخليلي، خبير العطور الطبيعية، إلى أن العود الأصلي يطور طبقات عطرية متتالية: تبدأ بالمرارة الخشبية، تليها حلاوة خفية، ثم بقايا دخانية. هذه السلسلة العطرية المستدامة تعكس تركيز الزيوت الأساسية الذي يصل إلى 40% في الأنواع عالية الجودة، وفق تحاليل مختبرات جامعة هانوي للكيمياء العضوية.

الكثافة ورد الفعل الحراري: اختبارات الأداء المادي

تتمتع الحبات الأصلية بكثافة عالية نظراً لاحتواء الخشب على نسبة زيت تصل إلى 35-40%. عند وضعها في ماء دافئ (60-70°م)، تطلق فقاعات زيتية صغيرة دون أن تفقد تماسكها، بينما تذوب المواد اللاصقة في المقلدة. اختبار الوزن النوعي يُظهر أن الحبة الأصلية بقطر 12مم تزن 18-22 جراماً، بينما لا تتجاوز المقلدة 15 جراماً لنفس الحجم. تجارب معهد الفنون الحرفية في هو تشي مينه تثبت أن التعرض المحدود للحرارة (مثل تقريبها من مصدر حراري غير مباشر) يُنتج دخاناً أبيض كثيفاً ذا رائحة مميزة، على عكس الدخان الأسود ذو الرائحة الكربونية في الحبات المزيفة. هذه الخصائص الفيزيائية تشكل دليلاً قاطعاً لا يمكن تقليده صناعياً.

نمط التآكل وعلامات الزمن

تظهر على الحبات الأصلية علامات تآكل طبيعية تشبه "جروحاً" صغيرة غير منتظمة، ناتجة عن تسرب الزيوت عبر السنوات. عند التكبير 10x، تُرى مسام تشبه شبكة الشعيرات الدموية، بينما تظهر المقلدة أسطحاً ملساء أو مساماً دائرية منتظمة. الدكتور ناصر العبري يذكر في كتابه "أسرار الأحجار الكريمة" أن عملية التآكل الطبيعية تستغرق 3-5 سنوات لتكوين طبقة جلدية واقية (باتينا) ذات بريق معتم، على عكس الطلاءات اللامعة الصناعية.