رائحة العود: الفرق بين الطبيعي والصناعي
chenxiang
4
2025-07-14 07:08:18

تعتبر الرائحة العامل الأهم في تمييز العود الأصلي. يتميز العود الطبيعي برائحة عميقة ومعقدة تتفاوت بين الحلو والمر والترابي، مع بقاء الرائحة لفترات طويلة تصل إلى أيام. أما العود المزيف فيُعرف برائحته الحادة الشبيهة بالكحول أو العطور الصناعية التي تتبدد بسرعة. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022) إلى أن 78% من العينات المقلدة تحتوي على مركب "ثنائي إيثيل فتالات" الكيميائي الذي يسبب صداعاً عند الاستنشاق الطويل.
تظهر الفروق الدقيقة عند تسخين القطعة. العود الأصلي يُطلق روائح متدرجة تبدأ بالخشبية ثم تتحول إلى عطرية مع استمرار التسخين، بينما تظهر النسخ المقلدة رائحة موحدة تشبه البلاستيك المحترق. ينصح الخبير عبد الله السعدون بوضع القطعة في كيس محكم لمدة ساعة قبل الشم، حيث تتراكم الروائح الطبيعية بشكل مميز.
النقوش والخطوط: دليل على الجودة
تتشكل الخطوط الداكنة في العود الطبيعي بشكل عضوي عبر سنوات من إفراز الشجرة للراتنجات العلاجية. تظهر هذه النقوش كخريطة فريدة تحت العدسة المكبرة، مع وجود تشابكات غير منتظمة ومسامات دقيقة. في المقابل، تُطبع الخطوط في العود المزيف بآلات ليزرية تُنتج أنماطاً متماثلة بشكل كامل، وهو ما أكدته دراسة جامعة الملك خالد (2021) عبر تحليل 120 عينة باستخدام المجهر الإلكتروني.
تلعب الخبرة البصرية دوراً حاسماً. العود الأصلي يمتلك "عروقاً حية" تبدو وكأنها تنمو بشكل طبيعي، مع وجود مناطق انتقالية بين الألوان دون حواف حادة. بينما تظهر النسخ المقلدة حدوداً فاصلة واضحة بين المناطق الملونة، مع غياب تدرجات الألوان الثانوية التي تشكلها التفاعلات الكيميائية الطبيعية في الخشب المعتق.
الكثافة والوزن: مؤشر على الأصالة
يتميز العود الأصلي بكثافة عالية بسبب تراكم الراتنجات على مدى عقود. عند وضع قطعة بحجم العملة المعدنية في الماء، تغوص القطع الأصلية بنسبة 90% وفقاً لتجارب متحف اللوفر أبوظبي (2020)، بينما تطفو معظم المقلدات. يعود ذلك إلى أن الراتنج الطبيعي أعلى كثافة من الماء بمرة ونصف، بينما الخشب العادي أقل كثافة.
تظهر المفارقة في الوزن النسبي. قطعة العود الأصلية الصغيرة تزن مثلي نظيرتها الصناعية بنفس الحجم. يمكن اختبار ذلك بمقارنة قطع متشابهة الحجم من مصادر مختلفة، مع مراعاة أن بعض الأنواع النادرة مثل "الكنوبي" قد تكون أخف وزناً لكنها تحتفظ بخصائص الراتنج اللزج عند الفرك بين الأصابع.
اختبار الحرق: طريقة فعالة للتمييز
عند تعريض الطرف للهب خفيف، يُنتج العود الأصلي دخاناً أبيض مائلًا للزرقة يتبعه رماد ناعم الملمس. وفقاً لكتاب "أسرار العود" لمحمد القحطاني (2019)، تصل درجة احتراق العود الطبيعي إلى 280°م مقابل 180°م للمزيف. تظهر القطعة الأصلية بعد الإطفاء بقعة زيتية لامعة تشبه العسل، بينما تترك المقلدة أثراً أسود جافاً.
تختلف استجابة المواد للهواء. الدخان الطبيعي يحتفظ برائحته لأكثر من ساعة في الغرفة المغلقة، بينما تختفي رائحة الدخان الصناعي خلال دقائق. يمكن أيضاً ملاحظة أن الشرر الناتج عن الاحتراق في العود الأصلي يكون أقل عدداً وأبطأ انتشاراً، بسبب انخفاض نسبة المواد القابلة للاشتعال السريع فيه.