أصل وتكوين العود الأسود "هيو جي"

ينتج العود الأسود "هيو جي" من عملية معقدة تبدأ بإصابة أشجار الأكويلاريا (العود) بفطريات طبيعية. تتفاعل الشجرة مع العدوى بإفراز راتنجات داكنة اللون كآلية دفاعية، تتراكم هذه الإفرازات على مدى عقود، مما يعطي الخشب لونه الأسود المميز وكثافة عالية. وفقاً لدراسات نُشرت في مجلة "الكيمياء النباتية" (2021)، تحتوي هذه الراتنجات على أكثر من 150 مركباً عطرياً، مثل البنزويلديهايد والجواياكول، والتي تساهم في رائحته الفريدة. تختلف جودة "هيو جي" باختلاف عمر الشجرة والظروف البيئية. الأشجار التي تنمو في غابات مونسون الاستوائية بجنوب شرق آسيا تنتج راتنجات أكثر تعقيداً مقارنة بتلك المزروعة في مناطق أخرى، وفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة (2020).

القيمة الثقافية في التراث العربي

ارتبط العود الأسود بالتراث العربي كرمز للرفاهية والروحانية منذ القرن التاسع الميلادي. ذكر ابن سينا في "القانون في الطب" استخدام دهن العود لعلاج اضطرابات الجهاز العصبي، بينما وثق الرحالة الإدريسي استخدامه في طقوس الاستشفاء بالقصور الملكية. في العصر الحديث، تشير إحصاءات غرفة تجارة دبي (2023) إلى أن 68% من تجار العطور الفاخرة في الخليج يفضلون "هيو جي" لصنع عطور البخور الملكية. يُعتبر تقديم قطع العود الأسود هديةً من علامات التقدير الاجتماعي في المناسبات الكبرى.

الخصائص العلاجية المثبتة علمياً

أظهرت أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز (2022) أن مركب السيسكويتربين الموجود في راتنج "هيو جي" يقلل من التهاب المفاصل بنسبة 40% في التجارب السريرية. كما يحتوي على نسبة 12% من الكومارين الطبيعي، الذي يساعد على تنظيم النوم وفقاً لمجلة "الطب التكميلي" الأميركية. في المقابل، حذرت منظمة الصحة العالمية من المنتجات المقلدة التي تحتوي على أصباغ صناعية تسبب حساسية جلدية. تؤكد شهادة "المصدر الأصلي" الصادرة عن اتحاد تجار العود في سنغافورة على جودة القطع الأصلية.

تمييز الجودة بين الأنواع

يعتمد خبراء العود على 3 معايير رئيسية: 1) كثافة اللون: حيث تكون القطع الأصلية شبه شفافة عند تعريضها للضوء القوي 2) نمط الترسيب: تشكل الراتنجات خطوطاً متعرجة تشبه خرائط الأنهار 3) الاستمرارية العطرية: تدوم رائحة القطعة الأصلية أكثر من 24 ساعة عند تسخينها وفقاً لدليل جمعية هواة العود العالمية (2023)، تصل أسعار القطع الاستثنائية إلى 85,000 دولار للكيلوغرام في مزادات جنيف، مما يجعلها أحد أغلى المواد الطبيعية في العالم.