لون الخشب وتكوينه

التمييز بين العود الأصلي والمزيف يعتمد بشكل كبير على ملاحظة اللون والتركيب الداخلي للخشب. العود الأصلي يتميز بوجود تدرجات لونية طبيعية تتراوح بين البني الفاتح والداكن، مع وجود خطوط أو عروق غير منتظمة تشير إلى تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2019)، فإن هذه الخطوط تكون عشوائية ولا يمكن تكرارها صناعيًا. في المقابل، يظهر العود المزيف ألوانًا موحدة أو متكررة النمط بسبب استخدام الأصباغ الكيميائية، مما يجعله يبدو "مثاليًا" بشكل مريب. من الجدير بالذكر أن التصوير عالي الدقة يمكن أن يكشف التفاصيل الدقيقة للخشب الأصلي، مثل المسام الصغيرة والتشققات الطبيعية التي تنتج عن عملية تكون الزيت. بينما يفتقر الخشب الصناعي إلى هذه الخصائص، حيث يتم تغطية سطحه بمواد لامعة لإعطاء مظهر جذاب لكنه غير طبيعي.

نمط الخطوط الزيتية

الخطوط الزيتية في العود الأصلي تُعتبر دليلًا رئيسيًا على جودته، إذ تتشكل نتيجة إفراز الشجرة للراتنجات العطرية كرد فعل للإصابات الطبيعية. هذه الخطوط تميل إلى التموج والانقسام بشكل غير متناظر، كما أوضح الخبير عبد الله السيد في كتابه "أسرار العود" (2021). في الصور المُقرّبة، يمكن ملاحظة أن هذه الخطوط تحتوي على تفاصيل مجهرية مثل تفرعات دقيقة أو تكثفات زيتية. أما في العود المزيف، فإن الخطوط تُرسم يدويًا أو تُطبع باستخدام تقنيات حديثة، مما يؤدي إلى ظهورها بشكل متكرر أو متماثل. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الصور أن "الزيوت" في الخشب المزيف تكون سطحية وتختفي عند فرك الخشب أو تعريضه للحرارة الخفيفة، على عكس العود الأصلي الذي تتعمق رائحته مع الحرارة.

رد الفعل عند الحرق

اختبار الحرق هو أحد أكثر الطرق فعالية للتمييز بين العود الحقيقي والمزيف عبر الصور. عند حرق قطعة صغيرة من العود الأصلي، ينبعث دخان أبيض كثيف برائحة عطرية معقدة وغير لاذعة، كما ذكرت مجلة "العالم العطري" (2020). الصور الحرارية تُظهر توهجًا متجانسًا مع بقايا رماد ناعم ذي لون فاتح. في المقابل، ينتج العود المزيف دخانًا أسود أو رماديًا برائحة كيميائية تشبه البلاستيك المحترق. الصور المُلتقطة أثناء الحرق تكشف أيضًا عن تشكل كتل سوداء خشنة أو تناثر جزيئات غير منتظمة، مما يدل على استخدام مواد رخيصة مثل نشارة الخشب الممزوجة بالراتنجات الاصطناعية.

الوزن والكثافة النسبية

على الرغم من أن الصور لا يمكنها قياس الوزن بشكل مباشر، إلا أنها تستطيع توضيح الكثافة النسبية للعود عبر مقارنة حجم القطعة مع تأثيرات الإضاءة. العود الأصلي يتميز بكثافة عالية بسبب تشبعه بالزيوت، لكنه يظل أخف وزنًا مقارنةً بمعظم الأنواع المزيفة التي تُصنع من أخشاب صلبة أو مواد بلاستيكية. وفقًا لتجارب معمل جدة للتحاليل (2022)، فإن النسبة بين الحجم والوزن في العود الأصلي تكون متوازنة بشكل طبيعي دون تطرف. في الصور التوضيحية، يمكن ملاحظة أن القطع المزيفة تظهر أحيانًا "امتلاءً" غير طبيعي أو فراغات داخلية واضحة عند استخدام تقنيات التصوير بالأشعة تحت الحمراء، مما يشير إلى عدم تجانس المادة المستخدمة في التصنيع.