التاريخ العريق لتجارة العود في الشرق الأوسط
chenxiang
5
2025-07-14 07:07:27

التاريخ العريق لتجارة العود في الشرق الأوسط
يعود ارتباط الشرق الأوسط بالعود إلى آلاف السنين، حيث شكّل جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتجارة في المنطقة. تشير المخطوطات الآشورية والبابلية إلى استخدام العود في الطقوس الدينية والعلاج الطبي منذ القرن الثامن قبل الميلاد. كما ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت استخدام العرب للعود في طقوس التكريم، مما يؤكد دوره كرمز للرفعة الاجتماعية.
وازدهرت تجارة العود عبر طرق القوافل القديمة مثل طريق البخور، حيث كانت مدن مثل البتراء وحضرموت مراكز رئيسية لتوزيعه. وفقًا لدراسة د. أحمد المنصوري (2019)، فإن 40% من العود المستخدم في أوروبا خلال العصور الوسطى مر عبر موانئ الخليج العربي، مما يدل على الدور الجيوستراتيجي للمنطقة في الاقتصاد العالمي القديم.
العوامل المؤثرة على جودة العود المردود
تتحدد قيمة العود المردود بناءً على ثلاثة عناصر رئيسية: عمر الشجرة، والمناخ، وتقنيات الاستخراج. تشير أبحاث معهد التراث العِطري في دبي (2022) إلى أن أشجار العقيم (Aqila) التي تبلغ أعمارها فوق 100 عام تنتج راتينجًا ذا كثافة عطرية أعلى بنسبة 70% من الأشجار الأصغر.
كما تلعب الظروف الجوية دورًا حاسمًا، حيث توفر المناطق الجبلية في عُمان واليمن ظروفًا مثالية لتكوّن الراتينج. وتؤكد خبيرة العود ليال القاسمي أن "الفرق بين درجة حرارة النهار الحار والليل البارد في هذه المناطق يحفّز الشجرة على إفراز موادها العطرية بشكل مكثف".
التحديات المعاصرة في سوق العود
يواجه قطاع العود المردود تحديات جسيمة في العصر الحديث، أبرزها ندرة المصادر الطبيعية وتقلبات الأسعار. أظهر تقرير مجلس التعاون الخليجي (2023) انخفاضًا بنسبة 35% في الإنتاج الطبيعي خلال العقد الماضي بسبب التغيرات المناخية والقطع الجائر.
من ناحية أخرى، تشهد السوق نموًا غير مسبوق في الطلب على العود الاصطناعي، حيث تقدر قيمة هذه السوق بحوالي 900 مليون دولار سنويًا. لكن الخبراء مثل د. خالد الفارسي يحذرون من أن "المستحضرات الكيميائية تفقد 80% من الخصائص العلاجية للعود الأصلي"، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الكيمياء العطرية (2021).
يبرز في هذا السياق دور المبادرات الحكومية مثل "مشروع أشجار العود المستدامة" في أبوظبي، الذي يهدف إلى زراعة 50,000 شجرة بحلول 2030 باستخدام تقنيات الري الذكية والتحليل الجيني، مما قد يشكل نقطة تحول في مستقبل هذه الصناعة التاريخية.