الخصائص العطرية: الفرق بين الرائحة الطبيعية والاصطناعية

تتميز خشب العود الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تطورت على مدى سنوات تكوينه الطبيعي. عند تسخينه، ينبعث منه عطر دافئ يمزج بين الحلويات الترابية والمركبات العضوية الفريدة، وفقاً لدراسات جامعة الملك سعود (2018). أما العود المزيف، فيعتمد على مواد كيميائية مثل "الفثالات" التي تنتج رائحة حادة تختفي بسرعة، مما يسبب صداعاً للكثيرين حسب تقارير جمعية المستهلك الخليجية. الفرق الجوهري يكمن في استمرارية الرائحة. العود الحقيقي يحتفظ بعطره لساعات حتى بعد إطفاء المصدر الحراري، بينما تتبخر الروائح الصناعية خلال دقائق. خبراء العطور في دبي يؤكدون أن اختبار "الرائحة المتدرجة" هو المعيار الذهبي، حيث يغير العود الأصلي نوتاته العطرية بشكل طبيعي مع مرور الوقت.

النمط البنيوي: تحليل العروق وتركيب الألياف

يظهر العود الطبيعي نمطاً عشوائياً من العروق الداكنة الغنية بالراتنج، والتي تكونت استجابة لإصابات الشجرة على مدى عقود. تحت المجهر، تظهر الألياف متشابكة بشكل غير منتظم مع وجود تجاويف صغيرة تحتوي على الزيوت الأساسية، كما وثقها مركز أبحاث الأخشاب النادرة في عمان. في المقابل، تُظهر الأخشاب المقلدة أنماطاً هندسية منتظمة تُصنع بالليزر، مع محاولة تقليد العروق عبر صبغات سوداء تخترق السطح فقط. دراسة مقارنة أجرتها جامعة القاهرة (2021) بينت أن نسبة الراتنج في العود الحقيقي تتراوح بين 40-70%، بينما لا تتجاوز 5% في المزيف، مما يؤثر على ملمس السطح الذي يكون خشنًا طبيعيًا مقابل نعومة الصناعي.

الكثافة والتفاعل المائي: اختبارات فيزيائية عملية

يتميز العود الأصلي بكثافة عالية تجعله يغوص ببطء في الماء، وفقاً لقانون أرخميدس. تجربة بسيطة توضح ذلك: قطعة بحجم 10 سم³ تحتاج 2-3 دقائق للغوص كلياً، بينما تطفو المزيفة لاحتوائها على مسامات هوائية صناعية. تفاعل الخشب مع الرطوبة يقدم دليلاً آخر. عند وضع قطعة أصلية في بيئة رطبة، تمتص كمية محدودة من الماء مع الاحتفاظ بلمعانها الزيتي، بينما يتشوه المزيف بسرعة ويظهر انتفاخات سطحية. تقنية الأشعة تحت الحمراء التي طورها معهد أبوظبي للتكنولوجيا تظهر اختلافاً في امتصاص الموجات يعكس نسبة الزيوت الطبيعية.

الاحتراق والرماد: قراءة التفاعل الكيميائي

عند حرق العود الحقيقي، ينبعث دخان أبيض كريمي برائحة خشبية عميقة، تاركاً رماداً ناعماً أبيض مائلًا للرمادي. التحليل الكيميائي للرماد يظهر نسبة عالية من الكالسيوم والبوتاسيوم الطبيعية، حسب مجلة الكيمياء العربية (2020). القطع المزيفة تنتج دخاناً أسود لاذعاً مع رائحة بلاستيكية، تترك رماداً خشنًا داكنًا يحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص. تجارب معمل دبي للجودة أثبتت أن درجة احتراق العود الأصلي تصل إلى 800°م مقابل 400°م للمقلد، مما يفسر اختلاف طبيعة اللهب والبقايا.