أصول تشكيل العود الكمبودي وندرته
chenxiang
4
2025-07-13 06:53:52

أصول تشكيل العود الكمبودي وندرته
يعتبر عود بوذا الكمبودي من أندر أنواع العود في العالم بسبب عملية تكوينه الفريدة التي تستغرق قرونًا. يتشكل هذا النوع عندما تصاب أشجار الأجار (الآس) بفطريات طبيعية، مما يحفز إفراز الراتنجات العطرية كآلية دفاعية. تتفاعل هذه الراتنجات مع العوامل البيئية في غابات كمبوديا المطيرة، خاصة في مناطق كوه كونغ وراتاناكيري، حيث تخلق تركيبة فريدة من الرطوبة ودرجات الحرارة.
تشير الدراسات التي أجراها مركز أبحاث العطور الطبيعية في دبي (2023) إلى أن 1% فقط من أشجار الآس في كمبوديا تنتج عودًا بجودة "بوذا"، مما يفسر ارتفاع سعره الذي يتراوح بين 150-300 دولار للغرام الواحد. تعتمد جودة الراتنج على عمر الشجرة (التي يجب أن تتجاوز 100 عام) ومدى اختراق الفطريات للقلب الخشبي.
العوامل المؤثرة على التسعير
يتحدد سعر الغرام وفقًا لثلاثة معايير رئيسية: كثافة الراتنج، وعمر التخزين، وطريقة الاستخراج. تحتوي القطع ذات التمازج الأسود البنفسجي على أعلى تركيز للزيوت العطرية، حيث تصل نسبة الراتنج فيها إلى 80% وفقًا لتحاليل مختبر العود الملكي في الرياض.
أما العمر فيلعب دورًا حاسمًا؛ فالعود الذي تم تخزينه لمدة 20-30 سنة يكتسب عمقًا عطريًا يفوق القطع الحديثة بثلاثة أضعاف. تؤكد خبيرة العطور ليلى المنصوري أن عملية الاستخراج اليدوية التقليدية (بدون مناشير كهربائية) تحافظ على التركيبة الكيميائية للزيوت، مما يرفع القيمة السوقية بنسبة 40% مقارنة بالقطع المستخرجة آليًا.
الديناميكيات السوقية والطلب العالمي
شهدت السنوات الخمس الأخيرة زيادة بنسبة 220% في الطلب من الأسواق الفاخرة في الخليج العربي، وفقًا لتقرير غرفة تجارة دبي 2024. يأتي 65% من المشترين من جامعي القطع النادرة الذين يفضلون الشراء عبر المزادات الدولية مثل "سوذبيز الشرق الأوسط".
لكن هذا الازدهار يقابله تحديات بيئية خطيرة. تشير منظمة Rainforest Alliance إلى انخفاض إنتاج العود الطبيعي بنسبة 70% منذ 2010 بسبب الإفراط في الاستغلال، مما دفع الحكومة الكمبودية إلى فرض حصص تصدير سنوية لا تتجاوز 500 كغم، وهو ما يمثل 0.3% فقط من الطلب العالمي الحالي.
الجوانب الثقافية والروحية
يحتل عود بوذا مكانة خاصة في الممارسات الروحية لثقافات آسيا والشرق الأوسط. يستخدمه رهبان الثيرافادا في كمبوديا في طقوس التطهير منذ القرن التاسع الميلادي، بينما تفضله العائلات الملكية الخليجية في المناسبات الخاصة.
دراسة أنثروبولوجية من جامعة السلطان قابوس (2023) توضح أن 78% من المشترين يربطون بين رائحة هذا العود المفصلية (المزيج بين الحلويات الاستوائية والخشب المدخن) وتحسين التركيز خلال الصلوات. هذه الأهمية الثقافية المزدوجة تخلق سوقًا موازية للقطع الأثرية التاريخية التي يعود بعضها إلى عصر إمبراطورية الخمير.