حجم سوق العود في الشرق الأوسط: نظرة على الأرقام والاتجاهات

chenxiang 4 2025-07-13 06:52:53

حجم سوق العود في الشرق الأوسط: نظرة على الأرقام والاتجاهات

يشهد سوق العود في الشرق الأوسط نموًا ملحوظًا، حيث تُقدّر قيمته بأكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023 وفقًا لتقارير اقتصادية حديثة. وتتصدر دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قائمة أكبر الأسواق المستهلكة، حيث تمثلان معًا ما يقارب 60% من حجم الطلب الإقليمي. ويرجع هذا النمو إلى زيادة الاستثمارات في صناعة العطور الفاخرة، بالإضافة إلى التوسع في تصنيع منتجات العود ذات القيمة المضافة مثل الزيوت والعطور. وتشير دراسات صادرة عن مركز البحوث الخليجية إلى أن معدل النمو السنوي للسوق يتراوح بين 6% إلى 8%، مدفوعًا بارتفاع القوة الشرائية للطبقة الوسطى وتفضيل المنتجات الفاخرة ذات الهوية الثقافية. ولا تقتصر الاستخدامات على المجالات الشخصية، بل تمتد إلى قطاع الضيافة والفنادق الفاخرة التي تعتمد على العود كجزء من تجربة العملاء.

العوامل الثقافية والدينية وأثرها على الاستهلاك

يُعتبر العود جزءًا لا يتجزأ من التراث العربي والإسلامي، حيث ارتبط استخدامه بالمناسبات الدينية والاجتماعية منذ قرون. ففي المملكة العربية السعودية، يُستخدم العود بكثافة خلال شهر رمضان وحجاج بيت الله الحرام، مما يرفع الطلب بنسبة تصل إلى 40% خلال هذه الفترات وفقًا لتقرير صادر عن غرفة تجارة جدة. كما تلعب المناسبات العائلية مثل الأعراس دورًا محوريًا في تعزيز الاستهلاك. ففي الإمارات، تُشكل منتجات العود ما يقارب 30% من هدايا الزفاف وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "تراث للأبحاث". هذا الارتباط الوثيق بين الهوية الثقافية والمنتج يجعل السوق أقل تأثرًا بالتقلبات الاقتصادية مقارنة بسلع كمالية أخرى.

التأثير الاقتصادي على دول المصدر والمنتجين

لا يقتصر تأثير سوق العود على الدول المستهلكة، بل يمتد إلى الدول المصدرة مثل الهند وإندونيسيا، حيث تُسهم صادرات العود الخام بأكثر من 200 مليون دولار سنويًا في اقتصاديات هذه الدول. وتعمل دول الخليج على تطوير صناعات تحويلية محلية، حيث أنشأت السعودية "مدينة العود" في الرياض كمنصة متكاملة لتصنيع وتصدير المنتجات ذات العلامات التجارية الفاخرة. من جهة أخرى، تُشير بيانات منظمة التجارة العالمية إلى أن العود يُسهم في خلق أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة في المنطقة، خاصة في مجال الحرف اليدوية المرتبطة بتصميم المباخر والأوعية التقليدية. وقد بلغت قيمة الصادرات الخليجية من منتجات العود الجاهزة 320 مليون دولار في 2022، بنمو 12% مقارنة بالعام السابق.

التحديات وفرص التوسع المستقبلية

تواجه الصناعة تحديات مرتبطة بندرة أشجار العود الطبيعية، حيث تحتاج الشجرة إلى 20-30 عامًا لتكوين القلب العطري. وقد دفعت هذه الندرة إلى تطوير تقنيات استزراع مبتكرة، مثل تلك التي طورتها جامعة الإمارات لتحفيز إنتاج الراتنج في أشجار أصغر عمرًا. من ناحية أخرى، تخلق الاتجاهات العالمية نحو المنتجات الفاخرة ذات المصادر الأخلاقية فرصًا جديدة. فقد أطلقت دبي في 2023 أول شهادة عالمية لتتبع مصادر العود، مما يعزز ثقة المستهلكين الأوروبيين والأسيويين. وتتوقع شركة "فورتشن للأبحاث" أن يتجاوز حجم السوق 2 مليار دولار بحلول 2030، مع تزايد الطلب من الشباب العربي على العلامات التجارية التي تدمج بين الحداثة والأصالة.
上一篇:التحول الاقتصادي والتنمية المستدامة
下一篇:أهم مناطق إنتاج العود في جنوب شرق آسيا وتأثيرها على الجودة
相关文章