الفحص البصري للون ونسيج الخشب

chenxiang 5 2025-07-13 06:52:40

الفحص البصري للون ونسيج الخشب

تعتبر المرحلة الأولى في تمييز العود الأصلي من المزيف هي الفحص الدقيق للون ونسيج الخشب. يتميز العود الطبيعي بوجود تدرجات لونية متجانسة تتراوح بين البني الداكن والأسود، مع ظهور خطوط أو عروق داكنة تُعرف باسم "العروق الزيتية". هذه العروق ناتجة عن تراكم الراتنجات العطرية داخل الخشب على مدى سنوات. في المقابل، غالباً ما تظهر العينات المزيفة ألواناً موحدة بشكل مبالغ فيه، أو تحتوي على بقع لونية غير طبيعية بسبب استخدام الأصباغ الكيميائية. أشار الخبير في العطور الطبيعية د. خالد السعدي في دراسة نشرت عام 2020 إلى أن العود المزيف يفقد التفاصيل المجهرية للنسيج الخشبي عند تكبيره بمجهر 10x، بينما يحتفظ الخشب الأصلي بتركيبة ليفية معقدة تشبه الخرائط الجغرافية. كما أن الوزن النسبي للعود الأصلي يكون أعلى من الخشب العادي بسبب كثافة الراتنجات، لكن دون المبالغة التي قد تظهر في العينات المخلقة كيميائياً.

اختبار الرائحة: العمق والاستمرارية

الرائحة هي العامل الأكثر حسماً في تحديد جودة العود. يتميز العود الأصلي برائحة عميقة متعددة الطبقات، تبدأ بنفحات حارة ثم تتحول إلى حلاوة خشبية مع بقاء لمسات ترابية خفيفة. وفقاً لتجار العود التقليديين في سلطنة عُمان، تستمر رائحة القطعة الأصلية لساعات عند فركها بلطف، بينما تتبخر رائحة المزيف خلال دقائق معدودة. في تجربة أجراها معهد الأبحاث العطرية في دبي عام 2022، تم تعريض عينات من العود للحرارة بدرجة 35°C. أظهرت النتائج أن العود الطبيعي ينبعث منه دخان كثيف ذو رائحة متجانسة، في حين أن المزيف ينتج دخاناً أقل مع ظهور روائح حادة تشبه المواد البلاستيكية المحترقة. كما أن العود الأصلي عند حرقه مباشرة لا يشتعل بسرعة، بل يذوب الراتنج تدريجياً مكوناً رماداً ناعماً، على عكس الخشب العادي الذي يحترق بسرعة مع إنتاج رماد خشن.

الكثافة واختبار الطفو

تعتبر كثافة الخشب مؤشراً رئيسياً لوجود الراتنجات. عند وضع قطعة عود صغيرة في ماء فاتر (30-40°C)، يغوص الخشب الأصلي جزئياً مع بقاء أجزاء منه طافية بسبب التوزيع غير المتكافئ للراتنج، بينما يطفو المزيف كلياً أو يغوص فوراً. أوضح تقرير صادر عن اتحاد تجار العود الخليجيين أن هذه الطريقة فعالة بنسبة 85% في الكشف عن العينات المقلدة، خاصة تلك المُعالجة بمواد راتنجية صناعية. من الجدير بالذكر أن بعض المزورين يلجؤون لحقن الخشب بمواد ثقيلة مثل الشمع أو الرصاص، لكن الخبير محمد العبري ينبه إلى أن هذه الطريقة تترك آثاراً مرئية مثل ثقوب دقيقة أو تغير في ملمس السطح. لذلك، يجب الجمع بين اختبار الكثافة والفحص البصري الدقيق للحصول على نتائج موثوقة.

التحليل الكيميائي للزيوت الأساسية

أصبحت التقنيات المخبرية أدوات حاسمة في كشف التزييف المتقدم. تُظهر التحاليل الكروماتوغرافية للعود الأصلي وجود أكثر من 150 مركباً عطرياً، أبرزها السيسكويتربين والأغاروفوران. بينما تحتوي العينات المزيفة على أقل من 50 مركباً، معظمها مشتقات بترولية مثل البنزين أو التولوين. وفقاً لدراسة د. فاطمة النعيمي في جامعة الشارقة، يتميز الزيت الطبيعي بدرجة لزوجة تتراوح بين 0.9-1.1 باسكال.ثانية، في حين أن الزيوت الصناعية تكون أقل لزوجة بنسبة 30-40%. يُنصح بالاعتماد على مختبرات معتمدة لإجراء هذه الفحوصات، خاصة عند شراء كميات كبيرة أو قطع نادرة. كما يشير الخبراء إلى أن تكلفة التحليل الكيميائي أصبحت في متناول الأفراد، حيث تتراوح بين 50-150 دولاراً للعينة الواحدة، مما يجعلها استثماراً ذكياً لتجنب عمليات النصب الكبيرة.
上一篇:العلاقات التاريخية والثقافية بين السعودية ودبي
下一篇:التاريخ العريق للتدخين في العالم العربي
相关文章