<ح2>ميزات النسيج واللون في صورة مكبرة لخشب العود الدغاني يتميز خشب العود الدغاني الأصلي بوجود أنماط نسيجية معقدة تظهر بوضوح عند التكبير. تحت المجهر، تظهر الخطوط متعرجة وغير منتظمة، مع وجود تشققات طبيعية ناتجة عن عملية التبلور البطيئة للراتنجات العطرية داخل الخشب. وفقاً لدراسة أجراها الباحث أحمد الفاروقي (2020)، فإن هذه التشققات تشكل "خريطة فريدة" لكل قطعة، مما يجعلها بمثابة بصمة لا يمكن تكرارها. في المقابل، تظهر الأخشاب المقلدة أنماطاً منتظمة صناعياً، مع خطوط مستقيمة وألوان متجانسة بشكل مبالغ فيه. أما من ناحية اللون، فيتراوح خشب الدغاني الأصلي بين درجات البني الداكن الممزوجة بلمعات ذهبية أو خضراء خفيفة، نتيجة تفاعل الراتنج مع العوامل البيئية. يشير الخبير عمر الزهراني في كتابه "أسرار العود" (2018) إلى أن التلوين الصناعي للخشب المزيف غالباً ما يفتقر إلى هذا التدرج الطبيعي، حيث يظهر لوناً مسطحاً مع وجود بقع لونية حادة الحدود. <ح2>الخصائص العطرية والتركيب الكيميائي عند فحص العينات المكبرة، يمكن ملاحظة توزيع غير متساوٍ للراتنجات العطرية، والتي تظهر كبقع لامعة ذات حواجز واضحة. تحليل الأشعة تحت الحمراء (FTIR) يكشف عن وجود مركبات مثل السيسكويتربين والبنزويل أسيتون، والتي ذكرتها عالمة الكيمياء العضوية ليلى عبد الله في ورقة بحثية عام 2021 كعلامات مميزة للدغاني الأصلي. في الأخشاب المغشوشة، تظهر المواد العطرية موزعة بشكل متجانس، مع غياب التركيبات الجزيئية المعقدة. تختلف شدة الرائحة أيضاً عند التسخين الخفيف. يشير تقرير صادر عن مختبر جدة للعطور (2022) إلى أن رائحة الدغاني الحقيقية تنتج "طبقات عطرية" متتالية تبدأ بالحلاوة وتنتهي بلمحة ترابية، بينما تطلق المنتجات المزيفة رائحة قاسية تختفي بسرعة. هذا الاختلاف يرتبط مباشرة بكمية الزيوت الأساسية، والتي تقل نسبتها في الأخشاب غير الأصلية بنسبة 60% وفق القياسات الكروماتوغرافية. <ح2>الكثافة واستجابة الصوت تظهر الصور المكبرة للدغاني الأصلي مساماً خشبية مغلقة تماماً بسبب تشبعها بالراتنج، مما يعطي الخشب كثافة عالية تتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³. وفقاً لمعايير الهيئة العربية للعود (2023)، فإن هذه الكثافة تؤدي إلى صدور صوت خشن يشبه رنين الحجر عند الطرق، على عكس الأخشاب العادية التي تصدر أصواتاً باهتة. يمكن التحقق من هذه الخاصية باستخدام مقياس كثافة الأشعة فوق الصوتية المحمول. من الجدير بالذكر أن محاولات تزييف هذه الخاصية عبر حقن الراتنج الصناعي تؤدي إلى تكوين فقاعات هواء مجهرية تظهر تحت التكبير كدوائر منتظمة الشكل. هذه الفقاعات لا تقلل من الكثافة فحسب، بل تغير من خصائص الرنين الصوتي بشكل يمكن اكتشافه حتى بواسطة غير الخبراء، كما أوضح الفني محمد السليم في دليله العملي لفحص العود (2019).