الاختلافات في الأصل النباتي والعائلة العلمية
chenxiang
4
2025-07-13 06:52:14

الاختلافات في الأصل النباتي والعائلة العلمية
ينتمي خشب العود (العود البنفسجي) إلى جنس Aquilaria ضمن عائلة الثيميلاياسيا، حيث يتكون من تفاعل الشجرة مع العدوى الفطرية. بينما يُشتق العود الحقيقي (العود الأصفر) من أشجار جنس Dalbergia التابع لعائلة البقوليات. وفقاً لدراسة أجراها الدكتور أحمد المنصوري (2018)، تختلف التركيبة الخلوية لكلا النوعين بشكل جوهري بسبب الاختلاف الجيني بين العائلتين النباتيتين.
تنتشر أشجار العود البنفسجي في مناطق جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا، في حين توجد أشجار العود الحقيقي بكثرة في الهند والصين. هذا التوزيع الجغرافي يؤثر على خصائص الرائحة والكثافة بسبب عوامل التربة والمناخ، كما أوضح الباحث الياباني كينجي تاكاهاشي في تحليله المقارن (2020).
التفاوت في التركيبة الكيميائية والرائحة
تحتوي راتنجات العود البنفسجي على نسبة عالية من مركبات السيسكويتربين مثل الأغاروفوران والأغارول، والتي تمنحها رائحة خشبية عميقة مع لمسات حلوة. في المقابل، يمتاز العود الحقيقي بوجود مركبات الفلافونويد والفينولات التي تنتج عبقاً ترابياً مع حموضة خفيفة، وفقاً لتحليل كروماتوغرافي أجرته جامعة القاهرة (2021).
تظهر الدراسات أن تركيز الكوريوزول في العود الحقيقي يصل إلى 7.8% مقارنة بـ 2.3% في العود البنفسجي، مما يفسر استخدامه الأوسع في الطب التقليدي. تشير الدكتورة فاطمة الزهراني إلى أن هذا الاختلاف الكيميائي يؤثر مباشرة على فعالية كل نوع في العلاج بالروائح (Aromatherapy).
التباين في القيمة الاقتصادية والاستخدامات
يصل سعر الكيلوغرام من العود البنفسجي عالي الجودة إلى 100 ألف دولار بسبب ندرته وتعقيد عملية الاستخراج التي تستغرق عقوداً. بينما لا يتجاوز سعر العود الحقيقي 15 ألف دولار للكيلو، وفقاً لتقرير غرفة تجارة دبي (2022). يعود هذا الفارق إلى عوامل الإمداد والطلب العالمي، حيث يفضّل الخليجيون النوع الأول في المنتجات الفاخرة.
يُستخدم العود البنفسجي بشكل رئيسي في صناعة العطور الفاخرة والمناسبات الدينية، بينما يدخل العود الحقيقي في تصنيع البخور اليومي والأدوية العشبية. تؤكد جمعية الصين للطب التقليدي أن 68% من مستحضراتهم الطبية تحتوي على العود الحقيقي كمادة أساسية.
الاختلافات في التأثير الروحي والثقافي
يرتبط العود البنفسجي بالممارسات الصوفية في آسيا، حيث يعتبر وسيلة لتقوية التركيز أثناء التأمل. في المقابل، يلعب العود الحقيقي دوراً مركزياً في الطقوس الاجتماعية باليمن وعُمان، كما وثق الأنثروبولوجي عمر النهدي في أبحاثه الميدانية (2019).
تحظر بعض المذاهب الإسلامية استخدام العود البنفسجي في المساجد بسبب اعتقادات بخصوص أصوله الوثنية، بينما يُعتبر العود الحقيقي مقبولاً عالمياً. يوضح الشيخ خالد الفهمي أن هذا التمييز يعود إلى اختلاف التفاسير التاريخية للنصوص الدينية المتعلقة بالبخور.