العود من المواد التي تثير تساؤلات حول حظرها في بعض الدول العربية، خاصة في منطقة الخليج. تتعدد الأسباب وراء هذا الحظر المحتمل، بدءًا من الاعتبارات الدينية وانتهاءً بالتشريعات البيئية. فيما يلي تحليل لأبرز الجوانب التي تفسر وضع العود في المنطقة:
chenxiang
5
2025-07-12 06:25:30

الاعتبارات الدينية وتأثيرها على الحظر
تعتبر بعض المذاهب الإسلامية أن استخدام العود في الطقوس قد يتعارض مع مبدأ تجنب الإسراف، استنادًا إلى تفسيرات لآيات قرآنية مثل: "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأعراف: 31). باحثون مثل الدكتور عمر الكندري يشيرون إلى أن بعض الفتاوى تحذر من استخدام العود بكميات كبيرة في الأماكن العامة لما قد يُعتبر تبذيرًا.
من ناحية أخرى، تُظهر دراسات مركز الدراسات الإسلامية في دبي أن 68% من علماء الدين في الخليج لا يرون مانعًا شرعيًا من الاستخدام المعتدل للعود في المناسبات الخاصة. هذا التباين في الفتاوى يخلق غموضًا قانونيًا في بعض الدول، حيث قد تمنع السلطات استخدامه في المساجد دون حظر عام.
القوانين البيئية والاتفاقيات الدولية
تخضع تجارة العود لرقابة صارمة بموجب اتفاقية CITES منذ 2019، حيث صنّف الملحق الثالث للاتفاقية أشجار العود كنباتات معرضة للانقراض. تقارير الصندوق العالمي للطبيعة تشير إلى انخفاض أعداد أشجار العود الطبيعية في آسيا بنسبة 75% خلال العقدين الماضيين، مما دفع دولًا مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى تشديد استيرادها.
تحتفظ السلطات الجمركية في دبي بإحصائيات تظهر ضبط 1.2 طن من العود غير المصدق عليه خلال 2023 فقط. تصل عقوبة الاتجار غير المشروع إلى غرامات مليون درهم أو السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات في بعض دول المجلس التعاوني، وفقًا للتعديلات الأخيرة على قانون البيئة الاتحادي.
الأبعاد الثقافية والاجتماعية
على الرغم من القيود، يبقى العود جزءًا لا يتجزأ من التراث الخليجي. استطلاعات الرأي الصادرة عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تُظهر أن 82% من السعوديين يرون في العود رمزًا للكرم. تتعامل الحكومات مع هذه المعضلة من خلال سياسات متوازنة، مثل السماح باستخدام العود الطبيعي في المنازل مع حظر حرقه في الأماكن العامة المغلقة.
تطورت الصناعة المحلية بشكل ملحوظ، حيث تشير بيانات غرفة تجارة أبوظبي إلى نمو سوق العود الصناعي بنسبة 40% خلال 2022-2023. هذه الحلول التكنولوجية تسعى للتوفيق بين الحفاظ على التقاليد وحماية البيئة، مع توفير بدائل آمنة مطابقة للمواصفات الدينية والقانونية.