الاختلافات في المنشأ الجغرافي

تعتبر منطقة نها ترانج (芽庄) الفيتنامية مصدرًا رئيسيًا لـ"عود نها ترانج"، بينما يُطلق مصطلح "العود" بشكل عام على أنواع مختلفة من الأخشاب العطرية المنتجة في دول مثل إندونيسيا وماليزيا والصين. يتميز عود نها ترانج بظروف مناخية فريدة في المنطقة الساحلية الوسطى لفيتنام، حيث تؤدي الرطوبة العالية وتركيب التربة الغني بالمعادن إلى تكوين زيت عطري كثيف ذي رائحة عميقة. في المقابل، تختلف خصائص العود العادي حسب بيئة النمو، مما يؤدي إلى تباين في جودة الزيوت العطرية. تشير دراسات علم النبات إلى أن أشجار العود في نها ترانج تتعرض لضغوط بيئية مميزة، مثل الرياح المالحة والتقلبات الحرارية، مما يحفز إنتاج مركبات "الفيورانو-سيسكويتربينويدات" المسؤولة عن الرائحة الفريدة. بينما تعتمد أشجار العود الأخرى على عوامل مثل الإصابات الفطرية أو تغيرات التربة.

الخصائص العطرية المميزة

يوصف عطر عود نها ترانج بأنه مزيج متوازن بين الحلاوة الدافئة والمرارة الخفيفة، مع ظهور نوتات عسلية وحمضية عند الاحتراق. أما العود العادي فيمتاز برائحة أكثر خشونة مع هيمنة نوتات ترابية أو دخانية. يعزو الخبراء هذا الاختلاف إلى التركيب الكيميائي المختلف للزيوت، حيث يحتوي عود نها ترانج على نسبة أعلى من مركب "أحادي تربين الكحول" مقارنة بالعود التقليدي. وفقًا لتجارب معهد العطور في دبي (2022)، تظهر عينات عود نها ترانج استقرارًا عطريًا أطول بنسبة 40% عند مزجها مع مواد أخرى، بينما يفقد العود العادي طبقاته العطرية بسرعة أكبر. هذه الخاصية تجعله الخيار الأمثل في صناعة العطور الفاخرة.

القيمة التاريخية والثقافية

ارتبط عود نها ترانج بالطقوس الملكية في فيتنام منذ القرن الثالث عشر، حيث كان يُعتبر هدية دبلوماسية ثمينة. في المقابل، انتشر استخدام العود العادي في الممارسات الدينية عبر آسيا بشكل أوسع ولكن أقل تميزًا. تظهر المخطوطات العربية القديمة ذكرًا خاصًا لـ"عود النها" في وصفات الطب التقليدي، بينما استُخدم العود العادي بشكل عام في البخور. تحتفظ عائلات تجارية في عُمان بأسرار تقليدية لتمييز عود نها ترانج الأصلي، حيث تُنقل معرفة اختبار الكثافة النوعية ورد فعل اللون تحت الأشعة فوق البنفسجية عبر الأجيال. هذه المعرفة المتخصصة تخلق فجوة ثقافية بين أنواع العود المختلفة.

التفاوت في القيمة السوقية

يصل سعر الكيلوغرام من عود نها ترانج عالي الجودة إلى 100 ألف دولار، مقارنة بـ 15 ألف دولار للأنواع العادية. يعود هذا التفاوت إلى ندرة الأشجار المعمرة في نها ترانج (تتطلب 50-100 سنة لتكوين العود) مقابل 20-30 سنة للأنواع المزروعة تجاريًا. تشير تقارير جمعية تجار العود في الخليج (2023) إلى أن 78% من العود المزيف في السوق يُسوَّق على أنه من نها ترانج، مما يخلق حاجة ملحة لخدمات التصديق العلمي. بينما يتمتع العود العادي بأسواق أكثر شفافية لكنها أقل ربحية.