التسميات التاريخية للعود العربي في الحضارات القديمة

chenxiang 4 2025-11-25 13:56:22

اشتهر العود العربي بعدة أسماء عبر العصور، حيث أطلقت عليه الحضارة السومرية اسم "كندور" في النصوص المسمارية التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. تشير الألواح الطينية إلى استخدامه في الطقوس الدينية وعلاج الأمراض. أما في مصر الفرعونية، فقد عُرف باسم "أنتيو" وفقاً لنقوش معبد إدفو، حيث كان يُحرق كبخور لتكريم الآلهة. تظهر الدراسات الأثرية أن التجار الفينيقيين أطلقوا عليه "بَعلْعَمر" أثناء نقلهم له عبر طرق القوافل بين شبه الجزيرة العربية وحوض المتوسط. يؤكد البروفيسور خالد العبادي من جامعة الإسكندرية أن هذه التسميات تعكس القيمة الرمزية للعود كمادة تجارية وحضارية مشتركة بين الأمم القديمة.

الدلالات اللغوية للاسم في المصادر العربية

تكشف المعاجم العربية القديمة عن تعدد التوصيفات اللغوية للعود، حيث يذكر ابن منظور في لسان العرب أن "العود يُسمى قلب الخشب لاستخراجه من جوهر الشجرة". بينما يفرق الجوهري في صحاح العربية بين "اللبان" كصمغ عطري و"العود" كمادة خشبية مميزة. تشير النقوش النبطية في مدائن صالح إلى استخدام مصطلح "قَطْرَى" للإشارة إلى الأنواع الفاخرة من العود، وهو ما يتوافق مع ما ذكره الجغرافي الإدريسي في كتاب نزهة المشتاق عن تصنيفات العود في أسواق مكة المكرمة خلال القرن الثاني عشر الميلادي.

الأسس العلمية للتسمية الحديثة

حددت الأبحاث النباتية الحديثة التصنيف العلمي للعود العربي تحت مسمى "أكويلاريا كراسنا" تيمناً بالعالم الروسي بيوتر كراسنوف الذي درس أشجار العود في شبه الجزيرة العربية عام 1898. توضح دراسات الحمض النووي التي أجراها مركز أبحاث البستنة بجدة عام 2020 وجود اختلافات جينية واضحة بين الأنواع العربية والآسيوية. أصدرت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس عام 2021 تصنيفاً جديداً يعتمد على نسبة التركيز العطري، حيث يُسمى النوع الفاخر "عود ملكي" عند بلوغ نسبة الراتنج 80%، بينما يُصنف ك"عود فاخر" عند نسبة 60%. تعكس هذه التسميات المعايير العلمية الدقيقة التي حكمت التصنيف الحديث.

البعد الروحي في التسميات الدينية

ارتبطت التسميات الدينية للعود بمعانيه الروحية، حيث يُشار إليه في المخطوطات الصوفية باسم "خشب الأنبياء" لورود ذكر استخدامه في الكتب السماوية. تذكر مخطوطة القرن التاسع الميلادي من مكتبة الإسكوريال أن بعض علماء التصوف أطلقوا عليه "المُعين على الخشوع" لاستخدامه في مجالس الذكر. أصدر مجمع الفقه الإسلامي عام 1995 فتوى تسمي العود العربي الأصلي بـ"بخور الحرمين" نظراً لاستخدامه التاريخي في تطييب الكعبة المشرفة والمسجد النبوي. تعكس هذه التسمية الجمع بين الشرعية الدينية والأصالة التاريخية للمادة العطرية.
上一篇:أسباب ارتفاع سعر العود العربي
下一篇:تطور أدوار الممثلات العربيات في السينما والدراما
相关文章