خصائص المواد المستخدمة في صناعة العود المزيف
chenxiang
4
2025-07-12 06:23:40

خصائص المواد المستخدمة في صناعة العود المزيف
تختلف المواد المستخدمة في تصنيع العود المزيف بشكل كبير عن الأصلية. غالباً ما يتم استبدال خشب العود الثمين بأخشاب رخيصة مثل المطاط أو الصنوبر، والتي تُعالج كيميائياً لإعطاء رائحة شبيهة. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي إلى أن 70% من العينات المزيفة تحتوي على بقايا مركبات صناعية ضارة بالصحة. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر هذه المواد إلى الزيوت الطبيعية التي تميز العود الأصلي، مما يجعلها تفقد فعاليتها مع مرور الوقت.
من الناحية البصرية، يمكن تمييز الخشب المزيف من خلال عدم وجود تناسق في كثافة الألياف. ففي العود الحقيقي، تظهر الطبقات الداخلية تكويناً عضوياً متجانساً، بينما تُظهر الصور المزيفة خطوطاً مستقيمة صناعية ناتجة عن آلات النحت. كما أن استخدام الأصباغ لتقليد لون العود القديم يؤدي إلى ظهور بقع غير طبيعية، خاصة تحت الإضاءة فوق البنفسجية.
الاختلافات في الأنماط والألوان بين المنتجات المزيفة والأصلية
تمثل أنماط العروق والألوان أحد أهم العلامات الفارقة. العود الأصلي يتميز بلون بني غامق مع وجود خطوط داكنة تسمى "الريشة" بسبب تراكم الزيوت على مدى عقود. أما في الصور المزيفة، فإن الألوان تميل إما إلى السواد المبالغ فيه أو البهتان، مع غياب التدرج الطبيعي. وفقاً لخبير الفنون الإسلامية الدكتور خالد الوزني، فإن 90% من الأعواد المزيفة تُظهر خطوطاً متكررة تشير إلى استخدام قوالب طباعة.
كذلك، تُظهر الصور المزيفة سطحاً أملساً بشكل غير معتاد، بينما يحتوي العود الحقيقي على تشققات صغيرة تسمى "العيون" نتيجة التفاعلات الكيميائية الداخلية. تحليل 30 عينة من أصل 100 أظهر أن المزيف منها يفتقر إلى هذه العيون تماماً، أو تحتوي على أشكال هندسية مثالية تشير إلى صنعها آلياً.
التلاعب الكيميائي وتأثيره على الخصائص الحسية
تعتمد معظم عمليات التزوير على معالجة الخشب بمواد كيميائية مثل البارافين أو الزيوت العطرية الاصطناعية. هذه المواد لا تعطي رائحة عميقة ومستدامة كالعود الأصلي، بل تتبخر بسرعة تاركة رائحة حادة تشبه الكحول. دراسة أعدتها جامعة الملك عبدالعزيز أثبتت أن 45% من العينات المزيفة تحتوي على مركبات الفثالات المسببة للحساسية.
من الجدير بالذكر أن الصور عالية الدقة تكشف تفاصيل دقيقة مثل التكثيف غير الطبيعي للزيوت على السطح، والذي ينتج عن حقن الخشب بمواد سائلة. بينما في العود الحقيقي، تتوزع الزيوت بشكل متساوٍ من الداخل نتيجة امتصاص الشجرة لها خلال نموها. كما أن التعرض للحرارة في الصور المزيفة يُظهر انفصالاً بين الطبقة السطحية واللب الداخلي، وهو أمر لا يحدث في القطع الأصيلة.
آليات تحديد المصدر الجغرافي المزيف
تحاول الصور المزيفة تقليد علامات المنشأ الشهيرة مثل عود كمبوديا أو الهندي، لكنها تفشل في نسخ الخصائص الإقليمية الدقيقة. على سبيل المثال، العود الكمبودي الحقيقي يتميز بوجود عروق حمراء داكنة تشبه خريطة الأنهار، بينما تظهر الصور المزيفة خطوطاً عشوائية. وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية 2023، فإن 60% من الأعواد المزيفة تُسوّق بعلامات جغرافية مغلوطة.
كما أن استخدام مصطلحات مثل "عود عمره 100 عام" في وصف الصور المزيفة ينطوي على خداع، إذ يتطلب تحديد العمر الحقيقي فحوصات كربونية متقدمة. الصور التي تظهر قطعاً كبيرة الحجم بشكل استثنائي يجب أن تثير الشكوك، لأن الأشجار الأصلية نادراً ما تُنتج كتلاً يزيد قطرها عن 20 سم بسبب ندرتها الطبيعية.