تاريخ العطور وارتباطها بالهوية الثقافية
chenxiang
11
2025-11-20 06:50:49

تاريخ العطور وارتباطها بالهوية الثقافية
تعتبر العطور جزءًا لا يتجزأ من التراث الحضاري لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تعود جذور صناعتها إلى آلاف السنين. تشير الأبحاث الأثرية إلى استخدام الحضارات القديمة مثل البابلية والمصرية للزيوت العطرية في الطقوس الدينية والعلاجية. اليوم، تحافظ ماركات مثل "عطور الجمال" (Ajmal) و"راساسي" (Rasasi) على هذه التقاليد من خلال دمج المكونات التقليدية كالعود والمسك. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "الثقافة العطرية" (2022)، فإن 78% من المستهلكين في الخليج يفضلون العطور التي تعكس هويتهم الثقافية.
لا يقتصر الأمر على المكونات فحسب، بل يمتد إلى تصميم العبوات التي تستلهم الأنماط الهندسية الإسلامية والفنون العربية. ماركة "أمواج" (Amouage) العُمانية تبرز كمثالٍ بارزٍ لدمج الحداثة بالأصالة، حيث تُصمم كل عبوة كتحفة فنية تعكس رموزًا تاريخية. يؤكد الخبير العطري أحمد السيد أن "النجاح الحقيقي للعلامات الشرق أوسطية يكمن في قدرتها على سرد قصص حضارية عبر روائحها."
جودة المكونات وتقنيات التصنيع
تتفوق العطور الشرق أوسطية عالميًا بسبب استخدامها لمكونات فاخرة مثل عود الـ"أغار" الهندي والورود الدمشقية، والتي تُستخرج عبر عمليات معقدة تستغرق سنوات. وفقًا لتقرير "غلوبال بيرفيوم ماركت" (2023)، تحتل السعودية والإمارات المرتبة الأولى في إنتاج العطور الفاخرة القائمة على العود. ماركة "عبد الصمد القرشي" تبرز هنا باستخدامها تقنيات تقطير يدوية موروثة منذ القرن التاسع عشر.
من ناحية أخرى، أدخلت ماركات مثل "سنتورا" (Scentura) تقنيات ذكاء اصطناعي لتحليل تفضيلات الروائح حسب المناطق الجغرافية، مما عزز انتشارها عالميًا. يذكر الدكتور خالد محمود، أستاذ الكيمياء العطرية، أن "مزج الأساليب التقليدية مع الابتكارات العلمية هو سر تفرد المنطقة في هذه الصناعة.