تأثير السياسات الضريبية على أسعار السجائر في إندونيسيا

تشكل الضرائب أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في تسعيرة السجائر الإندونيسية. وفقًا لوزارة المالية الإندونيسية، تمثل الضرائب ما يقارب 60% من سعر التجزئة للعبوة الواحدة. تتبنى الحكومة نظامًا ضريبيًّا متدرجًا يعتمد على نوع المنتج وحجم الشركة المصنعة، حيث تفرض ضرائب أعلى على العلامات التجارية الفاخرة. دراسة أجرتها جامعة إندونيسيا عام 2022 أظهرت أن زيادة الضرائب بنسبة 10% تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 7% في المتوسط، مما يؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للفئات محدودة الدخل. من ناحية أخرى، تواجه الحكومة معضلة بين تحقيق إيرادات ضريبية عالية والحفاظ على استقرار صناعة التبغ التي توظف أكثر من 6 ملايين عامل. بيانات البنك المركزي تشير إلى أن القطاع يساهم بنحو 11% من إجمالي الإيرادات الضريبية الوطنية، مما يخلق توازنًا دقيقًا في عملية تحديد الأسعار.

التباين الجغرافي في الأسعار بين الجزر الإندونيسية

تتفاوت أسعار السجائر بشكل ملحوظ بين الجزر الإندونيسية بسبب عوامل لوجستية واقتصادية. تشهد جاوة وسومطرة أسعارًا أقل بنسبة 15-20% مقارنة بمناطق مثل بابوا وجزر مالوكو، وفقًا لتقرير صادر عن مركز أبحاث السوق (IMARC Group) لعام 2023. يعزى هذا التفاوت إلى تكاليف النقل واختلاف أنظمة الضرائب المحلية، حيث تفرض بعض الحكومات الإقليمية رسومًا إضافية على المنتجات المستوردة من جزر أخرى. كما تلعب الكثافة السكانية دورًا محوريًّا في تحديد الأسعار. المناطق الحضرية مثل جاكرتا وباندونغ تشهد منافسة أكبر بين تجار التجزئة، مما يؤدي إلى انخفاض نسبي في الأسعار مقارنة بالمناطق الريفية التي يسيطر عليها عدد محدود من الموزعين. دراسة ميدانية أجرتها جمعية حماية المستهلك الإندونيسية كشفت أن سعر علبة السجائر الواحدة قد يصل إلى ضعف القيمة في المناطق النائية بسبب ندرة العرض.

التنافس بين العلامات التجارية المحلية والدولية

تحتل العلامات التجارية المحلية مثل "غودانغ غارام" و"دجاروم" الصدارة في قائمة المبيعات، وفقًا لبيانات اتحاد مصنعي التبغ الإندونيسي (GAPPRI). تتميز هذه العلامات بأسعار تتراوح بين 15,000 إلى 30,000 روبية للعلبة، مقابل 35,000-50,000 روبية للعلامات الدولية مثل "مارلبورو" و"كاميل". يعزو الخبراء هذا التفاوت إلى اعتماد الشركات المحلية على مكونات محلية بنسبة 85%، بينما تستورد العلامات الأجنبية موادها الخام. من جهة أخرى، تشهد السوق الإندونيسية ظهور علامات تجارية "هجينة" تجمع بين السعر المتوسط والجودة العالية. تقرير منظمة الصحة العالمية 2023 أشار إلى أن هذه الفئة تستحوذ على 22% من حصة السوق، مستهدفة بشكل رئيسي الشباب من الطبقة المتوسطة الذين يسعون إلى التوازن بين السعر والصورة الاجتماعية.