موقع شارع هونغ كونغ الفيتنامي في قلب هو تشي منه
chenxiang
9
2025-11-16 07:45:01

موقع شارع هونغ كونغ الفيتنامي في قلب هو تشي منه
يقع شارع هونغ كونغ في منطقة تشولون، الحي الصيني التاريخي في مدينة هو تشي منه، والذي يُعتبر مركزًا للجالية الصينية منذ القرن السابع عشر. يتميز الموقع بقربه من الأسواق التقليدية مثل بازار بين ثانه، مما يجعله نقطة جذب للسياح والمقيمين. تشير الدراسات إلى أن المنطقة شهدت تطورًا عمرانيًا كبيرًا في العقود الأخيرة، مع الحفاظ على الطابع الثقافي الفريد.
وفقًا لبحث أجراه مركز الدراسات الآسيوية عام 2020، فإن 65% من المباني في الشارع تحتفظ بعناصر معمارية تجمع بين الطرازين الكانتوني والفيتنامي. هذا الاندماج يعكس تاريخ الهجرة الصينية إلى فيتنام، حيث استقر العديد من التجار من هونغ كونغ وماكاو هنا خلال فترة الاستعمار الفرنسي.
الدور الاقتصادي لشارع هونغ كونغ في فيتنام
يشكل الشارع محورًا تجاريًا حيويًا لبيع السلع الإلكترونية والمنسوجات، حيث تُظهر بيانات غرفة التجارة الفيتنامية أن حجم التداول اليومي يتجاوز 2 مليون دولار. يعتمد الاقتصاد المحلي هنا على شبكة من المتاجر العائلية التي تعمل منذ أجيال، مع ظهور شركات ناشئة متخصصة في التكنولوجيا خلال العقد الماضي.
يشير البروفيسور نجوين فان تو من جامعة هو تشي منه إلى أن "الشارع يمثل نموذجًا فريدًا للتكامل بين الرأسمالية الآسيوية والاقتصاد الاشتراكي الفيتنامي". وتدعم هذه الرؤية تقارير البنك الدولي التي تسلط الضوء على معدلات نمو المنطقة التي تفوق المتوسط الوطني بنسبة 3.5% سنويًا.
مظاهر التعدد الثقافي في شارع هونغ كونغ
يُعتبر الشارع لوحة فسيفسائية ثقافية، حيث تجد معابد تاوية مجاورة لمقاهي فرنسية الطراز. تقام هنا مهرجانات سنوية مثل "عيد القمر الذهبي" الذي يجذب أكثر من 50 ألف زائر وفق إحصاءات 2022. تبرز في المطبخ المحلي مأكولات هجينة مثل "فطيرة البصل الكانتونية بالفيتنامية" التي طورها الطاهي لي مينه عام 1998.
تؤكد عالمة الأنثروبولوجيا ماريا تشين أن "التفاعل الثقافي هنا تجاوز مرحلة التعايش إلى مرحلة الإبداع المشترك"، مستشهدة بظهور فنون أدائية جديدة تجمع بين الأوبرا الصينية والمسرح الفيتنامي.
التحديات المعاصرة أمام شارع هونغ كونغ
تواجه المنطقة ضغوطًا تنموية متزايدة، حيث تشير خطة التطوير الحضري 2030 إلى نية استبدال 40% من المباني التاريخية بمراكز تجارية. أثار هذا مقاومة من قبل نشطاء التراث، حيث نظمت جمعية الحفاظ على تشولون أكثر من 20 مظاهرة خلال عام 2023 فقط.
من ناحية أخرى، يعاني الشارع من مشاكل بيئية بسبب الكثافة المرورية، حيث سجلت محطات المراقبة مستويات تلوث هواء تفوق الحدود المسموح بها بثلاثة أضعاف. تتعاون حالياً منظمات محلية مع خبراء من سنغافورة لتطوير حلول مستدامة تحافظ على الهوية التاريخية مع مواكبة التطور العمراني.