مظهر الخشب وحبيباته: العلامات الرئيسية للتمييز بين العود الأصلي والمزيف
chenxiang
5
2025-07-12 06:23:17

مظهر الخشب وحبيباته: العلامات الرئيسية للتمييز بين العود الأصلي والمزيف
يتميز خشب العود الأصلي بوجود حبيبات غير منتظمة الشكل وتوزيع طبيعي للزيوت العطرية داخل الألياف. عند الفحص الدقيق، تظهر خطوط متعرجة ومسامات عميقة تشكلت عبر سنوات من التمعدن الطبيعي. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في طوكيو (2019)، فإن العود المزيف غالباً ما يُظهر أنماطاً هندسية مفرطة في الانتظام بسبب استخدام الأصباغ الصناعية أو الضغط الميكانيكي.
من المهم ملاحظة أن اللون في العود الحقيقي يتدرج من البني الفاتح إلى الأسود الداكن داخل نفس القطعة، بينما تميل المنتجات المقلدة إلى وجود لون موحد أو تباين مفاجئ دون انتقالات طبيعية. يمكن استخدام عدسة مكبرة ذات جودة عالية (10x) لفحص التركيب الداخلي، حيث يظهر الأصل تشققات عضوية تشبه خريطة الأنهار، بينما تبدو النسخ المزيفة كأسطح مصقولة أو مغطاة بطبقة لاصقة صناعية.
الرائحة: دليل لا يخطئ للتعرف على الجودة
تعتبر الرائحة العطرية المعقدة من أقوى مؤشرات أصالة العود. عند تسخين قطعة صغيرة، ينبعث من الأصل عبقٌ متعدد الطبقات يبدأ بالحلاوة الأرضية ويتحول إلى مركبات خشبية عميقة مع استمرار الحرارة. يشير الخبير عمار السيد (متخصص في تقييم العود منذ 25 عاماً) إلى أن الرائحة المزيفة غالباً ما تكون حادة أو تحتوي على ملاحظات كحولية بسبب استخدام المواد الكيميائية مثل "البارافين العطري".
تجربة الشم يجب أن تشمل ثلاث مراحل: الرائحة الباردة (قبل التسخين)، الرائحة الدافئة (عند الفرك باليد)، والرائحة الساخنة (بعد التعرض للحرارة). العود الأصلي يحافظ على تماسك عطري لمدة تصل إلى 24 ساعة على الأقمشة، بينما تتلاشى الروائح الصناعية خلال ساعات قليلة. دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز (2021) أظهرت أن 78% من العينات المقلدة تحتوي على مركب "الفثالات" الذي يسبب صداعاً عند الاستنشاق المطول.
الكثافة والوزن: الفرق بين الخشب الطبيعي والمعالج
تمتلك قطع العود الأصلية كثافة نسبية تتراوح بين 0.8-1.2 جرام/سم³، مما يجعلها تطفو جزئياً في الماء المالح (محلول ملحي بنسبة 10%). في المقابل، تظهر معظم المنتجات المقلدة كثافة أعلى بسبب الحقن بالراتنجات الصناعية أو المعادن الثقيلة. تجربة الغمر البسيطة هذه، التي ينصح بها اتحاد تجار العود الخليجيين، تساعد في الكشف عن التلاعب بالكثافة.
من المهم مقارنة الوزن الحجمي: قطعة العود الحقيقية بحجم 5 سم³ تزن حوالي 6-8 جرام، بينما قد يصل وزن المزيفة لنفس الحجم إلى 12-15 جرام. يعود هذا الاختلاف إلى عملية التكوين الطبيعية التي تستغرق عقوداً، حيث تفرز الشجرة الراتنجات العطرية ببطء دون زيادة كبيرة في الكتلة. تشير بيانات من مختبر الجودة بدبي إلى أن 63% من العينات التي فشلت في اختبار الكثافة كانت تحتوي على جزيئات بلاستيكية مجهرية.
تفاعل الحرارة: اختبار النار لكشف الحقيقة
عند تعريض طرف القطعة للهب مباشر، ينتج العود الأصلي دخاناً أبيض فضي ذا قوام حريري، بينما ينتج المزيف دخاناً أسود أو رمادياً مع رائحة شبيهة بالبلاستيك المحترق. وفقاً للتقاليد اليمنية في اختبار العود، يتم وضع الجمرة المشتعلة على راحة اليد النظيفة (بدون حرق الجلد)، حيث يتبخر الرماد الأصلي تاركاً بقعة صفراء فاتحة، بينما يلتصق رماد المزيف بالجلد مسبباً تهيجاً.
الفحص المجهري للرماد يكشف اختلافات جوهرية: الرماد الطبيعي يتميز ببنية مسامية تشبه الإسفنج الدقيق، في حين يظهر الرماد الصناعي حبيبات كروية منتظمة الشكل تحت المجهر الإلكتروني. دراسة مقارنة أجرتها مجلة "العطور الشرقية" (2023) بين 120 عينة أظهرت أن 91% من العينات التي فشلت في اختبار الحرارة كانت تحتوي على بوليمرات صناعية غير قابلة للتحلل الحيوي.