كيفية اختيار المجهر المناسب لفحص خشب العود

يعد اختيار المجهر المناسب الخطوة الأولى الحاسمة في تمييز خشب العود الأصلي من المزيف. يُفضل استخدام مجهر ضوئي بتكبير يتراوح بين 40x إلى 400x، حيث يوفر هذا النطاق رؤية تفصيلية لتركيبة الألياف والزيوت الطبيعية. تشير الدراسات مثل بحث "التحليل المجهري للمواد العضوية" (الجامعة الأردنية، 2020) إلى أن المجاهر الرقمية ذات الكاميرا المدمجة تُسهل توثيق النتائج ومقارنتها مع عينات معروفة. يجب أيضاً ضبط الإضاءة الجانبية لإبراز التفاصيل الدقيقة مثل التشققات والتركيب الطبقي. من المهم تجنب المجاهر ذات الجودة المنخفضة التي قد تعطي صوراً مشوشة، مما يؤدي إلى استنتاجات خاطئة. يُنصح باستخدام عدسات زيتية لزيادة وضوح الصورة عند فحص العينات الكثيفة. وفقاً لخبراء في مركز أبحاث الأخشاب العطرية بدبي، فإن دقة العدسة وضبط البؤرة بدقة هما العاملان الرئيسيان للتمييز بين المسام الطبيعية والثقوب الصناعية.

تحليل التركيب النسيجي تحت المجهر

النسيج الداخلي لخشب العود الأصلي يتميز بتشكيلات غير منتظمة نتيجة التفاعل الكيميائي بين الزيت والخشب عند الإصابة بالفطريات. تحت المجهر، تظهر الألياف متشابكة مع وجود قنوات راتنجية متعرجة، بينما في العود المزيف تكون القنوات مستقيمة ومصنوعة بآلات. أظهرت عينات تم فحصها في مختبر الرياض عام 2022 أن التركيب "الشبيه بالعسل" للراتنج الأصلي يختلف جذرياً عن المواد البلاستيكية المستخدمة في التزييف. كذلك، يُلاحظ في العود الحقيقي تدرج لوني طبيعي بين الطبقات بسبب تراكم الزيت على مر السنين، أما المزيف فيظهر تلوناً متجانساً بفعل الصبغات الكيميائية. دراسة أجراها د. خالد السعدي (2021) تشير إلى أن استخدام مجهر偏光 (استقطاب) يساعد في كشف المواد الصناعية عبر تحليل انعكاس الضوء على السطوح.

الكشف عن الشوائب والمواد المضافة

غالباً ما يخلط المزورون المواد الصناعية مع بقايا خشب العود低الجودة لخداع الفاحص. تحت التكبير العالي (200x فما فوق)، يمكن تمييز جزيئات البلاستيك أو الراتنجات الاصطناعية التي تظهر ككتل ملساء بدون تشعبات طبيعية. وفقاً لتقرير منظمة المعايير الخليجية (2023)، فإن العود المغشوش يحتوي على فقاعات هواء دائرية منتظمة، ناتجة عن عمليات الحقن الصناعي. بالمقابل، يحتوي العود الأصلي على شوائب عضوية مثل ذرات التراب أو الجراثيم العالقة منذ التكوين الطبيعي. يُنصح بمقارنة العينة المشكوك فيها مع عينة مرجعية معتمدة، حيث أن الاختلافات في كثافة الشوائب تُعد مؤشراً قوياً على الجودة.