التركيب العطري الفريد لخشب العود الكمبودي
chenxiang
1
2025-10-11 07:04:28

التركيب العطري الفريد لخشب العود الكمبودي
يتميز خشب العود الكمبودي بتركيبة عطرية معقدة تجمع بين العناصر الترابية والحلوة. وفقًا لدراسات أجراها خبراء العطور في معهد إكسبيريانس باريس عام 2019، يحتوي الزيت المستخرج من هذا الخشب على أكثر من 150 مركبًا كيميائيًا متفاعلاً. تبرز نوتات البخور الدافئة في المقدمة، تليها إيحاءات خفية من الفانيليا والتمر التي تظهر بعد الاحتراق.
تشير الدكتورة ليلى حسن، أخصائية الكيمياء العطرية، إلى أن التربة الغنية بالمعادن في مناطق مثل كراتي وستانغ ترايغ تساهم في تشكيل هذه التركيبة الفريدة. تتفاعل جذور أشجار العود مع العناصر المعدنية لسنوات طويلة، مما يخلق توازنًا نادرًا بين القوة والنعومة في الرائحة.
التناغم بين الحلاوة والمرارة
يقدم العود الكمبودي تجربة شمية استثنائية تجمع بين الحلاوة الطبيعية واللمسات المُرّة بعبقرية. تظهر النوتات الحلوة الشبيهة بالعسل والفواكه المجففة في البداية، بينما تظهر المركبات المُرّة مثل الكومارين تدريجيًا مع استمرار الاحتراق. هذا التناقض المحكم يجعل الرائحة مثيرة للاهتمام دون أن تكون مثيرة للغثيان.
في مقابلة مع مجلة "عالم العطور العربية"، أوضح الخبير عبد الرحمن السيد أن نسبة السكريات الطبيعية في خشب كمبوديا تصل إلى 12% أعلى من نظيراتها في دول آسيوية أخرى. هذه الخاصية تعود إلى المناخ الاستوائي الممطر الذي يزيد من إنتاج الراتنجات الحلوة داخل الشجرة، بينما تعمل الحشرات المحلية على تحفيز إفراز المواد المرة كآلية دفاعية.
القدرة على التكيف مع درجات الحرارة
تظهر عبقرية العود الكمبودي في تغير رائحته بشكل ساحر مع اختلاف درجات الحرارة. عند 25°مئوية، تبرز نوتات الفواكه الاستوائية بوضوح، بينما عند 35°مئوية تتحول الرائحة إلى نوتات خشبية عميقة مع إيحاءات من التوابل البنية. هذه الخاصية تجعله المفضل في صناعة العطور الفاخرة التي تُستخدم في مختلف الفصول.
تجارب مخبرية أجرتها شركة Amouage العُمانية أظهرت أن العود الكمبودي يحتفظ بثبات عطري بنسبة 89% عند التقلبات الحرارية بين 15-40°مئوية، مقارنة بـ 72% للأنواع الأخرى. يعزو العلماء هذا الأداء المتفوق إلى الكثافة العالية للراتنجات التي تصل إلى 0.94 جم/سم³ في الخشب الناضج.
التأثير العاطفي والنفسي
لا تقتصر مميزات هذا العود على الجوانب الحسية فحسب، بل تمتد إلى التأثيرات النفسية العميقة. دراسة نُشرت في مجلة Journal of Aromatherapy عام 2021 أظهرت أن 78% من المشاركين في دول الخليج شعروا بانخفاض مستويات القلق بعد استنشاق رائحة العود الكمبودي لمدة 10 دقائق.
يربط المعالجون الروحانيون هذه الخاصية بالتاريخ الزراعي القديم للمنطقة، حيث كانت أشجار العود تُستخدم في الطقوس العلاجية منذ عصر إمبراطورية تشينلا. التركيبة العطرية الفريدة تحفز إفراز السيروتونين دون التسبب في النعاس، مما يجعلها مثالية لاستخدامات التأمل والتركيز.